وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك
الذّنب يُطلق على العموم الكبيرة والصغيرة
وأما الكبيرة فتُطلق على ما جاء عليها الوعيد بعذاب شديد أو بلعنة أو بنار
في الآخرة أو بعذاب في القبر أو ترتّب على فعلها حدّ في الدنيا .
والفواحش تُطلق على الكبائر
ولذا قال عز وجل : ( والَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ
أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ
وَهُمْ يَعْلَمُونَ )
فالفاحشة هنا الكبيرة
وظلم النفس ما دون ذلك .
ومثله قوله تعالى : ( وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ
بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا )
وتُطلق الفاحشة على الكبيرة كما في قوله تعالى : ( وَلاَ تَقْرَبُواْ
الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً )
وتُطلق الخطيئة على الكبيرة
والصغائر مُكفّرة بالوضوء والصلاة واجتناب الكبائر لقوله تعالى : ( إِن
تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ
سَيِّئَاتِكُمْ )
ولقوله تبارك وتعالى : ( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا
وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى * الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ
كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلا اللَّمَمَ )
ولكن لا ينبغي التهاون بها لقوله صلى الله عليه وسلم : إياكم ومحقَّرات
الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه . رواه الإمام أحمد .
والتوبة تُكفّر جميع الذنوب الصغائر والكبائر .
وأما شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فهي أنواع :
1 - الشفاعة العُظمى لأهل الموقف أي أنها لجميع أهل المحشر كما في حديث
الشفاعة الطويل .
2 - شفاعته في أقوام قد تساوت حسناتهم وسيئاتهم فيشفع فيهم ليدخلوا الجنة .
3 - شفاعته في أقوام آخرين قد أُمِر بهم الى النار ان لا يدخلونها ، وهم من
أهل التوحيد .
4 - شفاعته في رفع درجات من يدخل الجنة فيها فوق ما كان يقتضيه ثواب
أعمالهم .
5 - شفاعتة في أقوام أن يدخلوا الجنة بغير حساب .
6 - شفاعة في تخفيف العذاب عمن يستحقه ،كشفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف
عنه عذابه .
7 - شفاعته أن يؤذن لجميع المؤمنين في دخول الجنة .
8 - شفاعته في أهل الكبائر من أمته ممن يدخل النار فيخرجون منها وقد تواترت
بهذا النوع الاحاديث .
وهذه الأنواع ذكرها ابن أبي العز في شرح الطحاوية .
والله تعالى أعلى وأعلم .