قصة رائعة من كتاب *المستطرف في كل فن مستظرف* للابشيهي :
وخرج رجل من أهل الكوفة في غزاة فكسب جارية وفرسا .. وكان مملكا على ابنة عمه فكتب إليها يعيرها ويقول
" إلا بلغوا أم البنين بأننا ... غنينا واغنتنا الغطارفة النجد"
" بعيد مناط المنكبي إذا جرى ... وبيضاء كالتمثال زينها العقد "
فهذا لأيام العدو وهذه ... لحاجة نفسي حين ينصرف الجند "
فلما ورد عليها كتابه وقرأته قالت يا غلام هات الدواة وكتبت جوابه تقول :
" ألا فاقرء مني السلام وقل له ... غنينا وأغنتنا الغطارفة المرد "
" إذا شئت أغناني غلام مرجل ... ونازعته في ماء معتصر الورد "
" وإن شاء منهم ناشئ مد كفه ... إلى عكن ملساء أو كفل نهدي "
" فما كنتم تقضون حاجة أهلكم ... شهودا فتقضوها على النأى والبعد "
" فعجل إلينا بالسراح فإنه ... منانا ولا ندعو لك الله بالرد "
فلا قفل الجنج الذي أنت فيهم ... وزادك رب الناس بعدا على بعد
فلما ورد عليه كتابها لم يزد على أن ركب الفرس وأردف الجارية خلفه ولحق بابنة عمه فكان أول شيء بدأها به
بعد السلام أن قال لها :
بالله عليك هل كنت فاعلة ذلك ؟
فقالت له : الله في قلبي أعظم وأجل وأنت في عيني أذل وأحقر من أن أعصي الله فيك فكيف ذقت طعم الغيرة ؟
فوهب لها الجارية وانصرف إلى الغزاة والله تعالى أعلم بالصواب