منصوري القائد السابق لـ”الخضر” يكشف كل شيء في حوار مثير: “أعلم أن روراوة منشغل كثيرا، ولكني تأثرت لعـدم اتصاله بي“
“
عنه”
هل بدأت تتأقلم مع حياتك الجديدة في قطر؟ نعم، لقد تأقلمت في قطر خاصة بعدما استقدمت عائلتي حيث حُلّ مشكل تمدرس أبنائي، وأنا مرتاح في الدوحة خاصة وسط الجالية الجزائرية والمسلمة في هذا البلد.
حتى في المجال الرياضي الأمور أصبحت أحسن بعدما حققتم أول فوز في البطولة، أليس كذلك؟
(يضحك)... نعم، لقد تمكنّا من الفوز أمام الأهلي بثنائية وهو أول فوز لنا في البطولة بعد خسارتنا في الجولتين الأوليين، وسيرفع هذا الفوز معنوياتنا لتحقيق سلسلة من النتائج الإيجابية في الجولات القادمة.
لقد أثنى المدرب الألماني شتيليكي كثيرا على مساهمتك في هذا الفوز واعتبركـ المدرب الثاني، ما قولك؟لقد قرأت تلك التصريحات وهي تشرفني لأنها تأتي من مدرب قدير ولاعب دولي سابق في المنتخب الألماني. أنا أسعى في هذا الصدد لمساعدة فريقي بفضل خبرتي وقد أديت دوري في المباراة الثالثة بعدما غبت في المواجهة الثانية بسبب إصابة على مستوى الفخذ. لقد بدأت أتأقلم مع أجواء الدوري القطري بعد شهرين في الدوحة خاصة الحرارة والرطوبة اللتين تصعبان من مأموريتنا في الكشف عن كامل إمكاناتنا في قطر.
هناكـ لاعب جزائري ينشط في العربي اسمه خوخي، هل تعرفه؟ لا، صراحة لم أسمع به ولم ألقته في قطر وأين كان يلعب؟
كان ينشط في نادي صغير في الجزائر اسمه “شبيبة الشراڤة”.لا، أنا في اتصال فقط مع بلحاج ومغني الذي يزاول العلاج هناك في مصحة “أسبيطار” .
وكيف هي أحواله؟ إنه يعالج الإصابة يوميا من التاسعة صباحا إلى الثانية بعد الزوال، وقد التقيته منذ يومين وعلاقتنا متواصلة طالما أنه في الدوحة.
هناكـ أخبار تتحدث عن إمكانية احترافه في قطر في حال غياب عروض أوروبية له في “الميركاتو” القادم؟صراحة لا أعرف هل لديه عروض هنا في قطر وربما قد تمهد له فترة علاجه في “أسبيطار“ الطريق للعب في الدوري القطري، كل ما أعرفه هو أن علاقته ليست على أحسن ما يرام مع لازيو ومراد هو صاحب القرار في اختيار النادي والبطولة التي يلعب فيها.
ألا ترى أن اللعب في قطر قد يسمح له بأن يكون جاهزا لموعد مباراة المغرب في حال غياب العروض الأوروبية؟ بالطبع، إذا لم يتمكن مغني من اللعب في أوروبا فستكون البطولة القطرية الحل المناسب ليستعيد المنافسة ويكون جاهزا في مباراة المغرب في مارس القادم، ولكن حاليا اللاعب يركز على العلاج وإعادة التأهيل وهي فترة حساسة وبعدها سيختار وجهته، رغم أنني أدرك أنه سيعطي الأولوية للعودة إلى أوروبا.
ما رأيك في قرار تعيين بن شيخة لخلافة سعدان؟ أعلم أن هذا المدرب هو مدرب منتخب المحليين وله مهمة صعبة في إفريقيا الوسطى لتحقيق نتيجة بعد التعثر أمام تانزانيا والذي عجّل برحيل سعدان. أظن أنه الامتحان الحقيقي لهذا المدرب، خاصة أن المنتخب بحاجة إلى مدرب يتحكم في الجانب التكتيكي ولا يمكنني تقييم بن شيخة أو الحُكم عليه الآن، بل سيكون ذلك بعد مباراة إفريقيا الوسطى حيث ستتدخل عدة أمور منها علاقته باللاعبين وأمور أخرى ستكشف قدرته على الإشراف على “الخضر“.
ولكن التعداد يعرف عدة غيابات بسبب الإصابة، ما قولك؟ صحيح، كل يوم نطالع عن حالة إصابة جديدة في المنتخب وهذا الأمر ليس في صالح المدرب الوطني الذي يريد الاستفادة من كل أوراقه في أول خرجة له، ولكن رغم النقص الموجود في التعداد فهناك حظوظ لعودة “الخضر“ بنتيجة مرضية من إفريقيا الوسطى كما سبق وأن حقق ذلك في زامبيا ورواندا ولكن لن يتأتى ذلك إلا بشرط...
ما هو؟ يجب أن يلعب أشبال بن شيخة بروح قتالية في هذه الخرجة وأن نلعب بطريقة لعب جماعية وليست فردية مثلما كان الحال في عهد المدرب السابق، ومن جهتي أثق في زملائي السابقين على تجاوز هذه الفترة الصعبة والدفاع بشراسة عن الألوان الوطنية لتحقيق الهدف المنشود وهو التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة.
لقد تم استدعاء لموشية اليوم بشكل رسمي (الحوار أجري أمس) لتعويض زميله ڤديورة المصاب، ما رأيك في عودة زميلك السابق في المنتخب؟ أظن أن بن شيخة يعرف إمكانات لموشية حيث لعب عنده في منتخب المحليين، والقرار صائب لأن هذا اللاعب ليست لديه مشاكل شخصية مثلما كان الحال مع سعدان، ولن يجد أي مشكل للاندماج مع المجموعة ما دام أنه كان لاعبا دوليا وهي مجرد عودة إلى المنتخب، وأضيف أن لموشية سيقدم الدعم اللازم في الوسط حيث يملك مؤهلات فنية وبدنية تسمح له بمساعدة التشكيلة في الإرتكاز، وهو لاعب نشط ويعرف ما يقوم به داخل الميدان وهي شهادة بحكم أننا لعبنا سويا في المنتخب قبل المونديال.
ولكن المدرب الوطني السابق سعدان أكد في ندوة صحفية أن بعض اللاعبين كانوا ضد عودته بسبب مشاكل أحدثها داخل المجموعة في أنغولا، هل تؤكد ذلك بحكم أنك كنت القائد؟ لا أحد كان ضد قدوم لموشية ولم يسبق له أن خلق لنا مشاكل في المنتخب. كل ما أعرفه عن خالد أنه لاعب منضبط وشخصيا لم يسبق لي أن حدث لي معه مشكل، رغم أننا نلعب في المنصب نفسه والمشكل الذي حدث في أنغولا كان مع المدرب وحدث داخل الغرفة ولم يحضره أي لاعب حسب ما أعرف.
إذن المشكل كان شخصيا مع سعدان؟ نعم، هذا ما أعرفه عن هذه القضية وأؤكد مرة أخرى وبحكم أنني كنت القائد أنه لم تكن أي مشاكل بين اللاعبين ولم يعترض أي لاعب منا على عودة لموشية وكل ما قيل في هذا الشأن بعيد عن الحقيقة.
هناكـ من يعتبر أن روراوة أخطأ بإجباركـ على الاعتزال دوليا، وأنك في سن 32 لا زلت قادرا على العطاء، ما قولك؟ هذه الشهادة تؤثر فيّ وهي اعتراف لما قدمته طيلة عشر سنوات كاملة للمنتخب. صحيح أنني أجبرت على الاعتزال بعد التهميش الذي تعرضت له في المونديال رغم أنني ما زلت قادرا على العطاء، ولكن أؤكد أن صفحة المنتخب طويتها بعد المونديال والطريقة التي كوفئت بها بعد سنوات من الخدمة رغم أنني كنت دائم الاستعداد لخدمة بلدي والمنتخب الوطني ودون حسابات.
يبدو أنك ما زلت ناقما على المدرب السابق سعدان، أليس كذلك؟ سعدان هو الذي أجبرني على الخروج من الباب الضيق، بل أقول إنه خدعني وما قام به معي في المونديال كان قاسيا جدا عليّ ولم أهضمه (يقولها بتأثر)... أنا لا أريد حتى الحديث عنه ولست مكترثا بما يحدث له.
في حال ما إذا طلب منك بن شيخة مساعدته والمشاركة في المباراة القادمة أمام إفريقيا الوسطى، هل تلبي دعوته؟ أولا يجب أن أتحدث معه وأعرف ما يريده مني ولن أغلق الأبواب في وجه “الخضر“... (يتردد) ولكني أقول إن حظوظ عودتي إلى “الخضر“ ضئيلة جدا وأؤكد مرة أخرى أن صفحة المنتخب الوطني قد طويت.
ألم يتصل بك روراوة ولو لإطلاعك بموعد تكريمك بعد سنوات من العطاء في المنتخب؟ لا، لم يتصل بي وأعلم جيدا أنه منشغل كثيرا ولكني متأثر من عدم إقدامه على الاتصال بي ولو هاتفيا للاطمئنان عليّ منذ مونديال جنوب إفريقيا وكأنني لم أقدم أي شيء لهذا المنتخب طيلة عشرية كاملة، إنه أمر محزن وأثر فيّ كثيرا (قالها بتأثر شديد).
وما ذا عن زملائك السابقين في المنتخب؟ أنا في اتصال مباشر مع نذير بلحاج ومراد مغني المتواجدان في قطر، كما يتصل بي مجيد بوڤرة وأنا أتابع أخبار المنتخب رغم اعتزالي لأني أحتفظ دائما بذكريات جميلة مع “الخضر”.
ما نصيحتك للعناصر الشابة التي التحقت بالمنتخب؟ لقد سبق لي أن أكدت لك تخوّفي من نقص خبرة الجدد في الميادين الإفريقية، وكان ذلك في مطار جوهانسبورغ أين تخوّفت من عدم تأقلمهم مع الظروف الصعبة في إفريقيا المخالفة لما كان عليه الحال في بلد مانديلا والدليل ما حدث في مباراة تانزانيا في البليدة، كما أتخوّف من الظروف الصعبة التي ستلعب فيها المباراة في إفريقيا الوسطى خاصة عاملي الحرارة والرطوبة اللتين ستكونان أول منافس للاعبين.
ما رأيك في قرار الإبقاء على جلول مساعدا لبن شيخة في هذه المواجهة؟ أظن أن العامل الوحيد من وراء بقاء جلول أنه يعرف المجموعة، ولكن من حيث الكفاءة فهو لا يملكها حتى يبقى في الطاقم الفني والأفضل كان ترك بن شيخة يجلب طاقمه الفني.
لقد تم استقدام جابو من اللاعبين المحليين لهذه المباراة، هل تعرفه؟ لا، لا أعرفه وأظن أنه يملك مستوى ما دفع بن شيخة للاستعانة به دون بقية اللاعبين.
وهل ترى أن هناكـ لاعبين محليين قادرون على طرق أبواب المنتخب؟ نعم، لقد كان في عهدنا كل من زاوي، رحو، بابوش وآخرين كان لهم مستوى يسمح لهم اللعب في المنتخب وأظن أن هناك أسماء أخرى قادرة على الأقل التواجد في المجموعة الحالية.
هل التقيت ماجر في ظل تواجده في قطر؟ نعم، لقد التقيته قبل سفره إلى باريس، وكان الحديث بيننا شيقا عن المنتخب وأمور لا يمكنني ذكرها في الصحافة. لا تنسى أن ماجر هو مدربي سابقا في المنتخب وشرف لي الحديث مع هذه الأسطورة الكروية الجزائرية. وبالمناسبة ابني يدرس في مدرسة ابن ماجر ولكنه كثير السفر والترحال ما لا يجعله مستقر كثيرا في الدوحة.
أخيرا، هل قطر تملك حظوظ لاستضافة كأس العالم عام 2022؟ في قطر عندهم كل الإمكانات اللازمة والمرافق الضرورية لإقامة هذا العرس الكروي، ما عدا المناخ الصعب والرطوبة المرتفعة ولكن العامل الذي هو في صالح قطر هو أن الملاعب مكيفة وأن البطولة ستقام في مدينة واحدة ولن تكون هناك تنقلات كثيرة وسفر مرهق مثلما كان الحال في دورة جنوب إفريقيا.