الخطبة الأولى:
أحبتي في الله: في رحاب الدار الآخرة:
سلسلة علمية كريمة، تجمع بين المنهجية والرقائق، وبين التأصيل العلمي والأسلوب الوعظي، الهدف منها تذكير الناس بالآخرة في عصر طغت فيه الماديات والشهوات، وانصرف فيه كثير من الناس عن طاعة رب الأرض والسماوات.
لعل الغافل أن ينتبه، ولعل النائم أن يستيقظ، قبل أن تأتيهم الساعة بغتة وهم يخصمون، فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون.
لقــد انتهينا في اللقاء الماضي مع الجنازة، وهي في طريقها إلى القبر تتكلم!!، كما في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي قال: ( إذا وضعت الجنازة، واحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت: قدموني، وإن كانت غير ذلك قالت: يا ويلها أين يذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الثقلين - أو قال: إلا الإنسان -، ولو سمع الإنسان لصعق)([1]).
وها نحن قد وصلنا بالجنازة إلى القبر فقف معي الآن عند القبر وأهواله، وفتنة القبر وأحواله، أسأل اللـه - جل وعلا - أن يحفظنا وإياكم من فتنته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وكعادتنا فسوف ينتظم حديثنا اليوم مع حضراتكم في هذه العناصر التالية:
أولاً: الأدلة على عذاب القبر ونعيمه.
ثانياً: أسباب عذاب القبر.
ثالثاً: ما السبيل للنجاة من عذاب القبر؟
فأعرني قلبك وسمعك أيها الحبيب الكريم، واللـه أسال أن يجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه ولي ذلك والقادر عليه!!.
أولاً: الأدلة على عذاب القبر ونعيمه:
نحن اليوم في أمس الحاجة لهذا الموضوع الذي نحن بصدده، فهو من الأهمية بمكان لا سيما بعد ما قرأنا على صفحاتٍ سوداء في مقال أسود بعنوان " عذاب القبر خرافات وخزعبلات "!!
هكذا يعنون لمقاله فضيلة الأستاذ الدكتور، ثم يتطاول هذا الأستاذ الدكتور الجريء فيقول: "إن جميع الأحاديث التي وردت في مسألة عذاب القبر مجرد خرافات"!، ثم أظهر جهله الفادح فقال: "إن عذاب القبر غيب، والقرآن بَيَّن لنا أن النبي لا يعلم الغيب"!! جهل مركب!
معنى ذلك يا فضيلة الدكتور أنه ينبغي أن ننكر ونكذب كل أمر غيب أخبرنا به المصطفى، كالإيمان باللـه، وكالإيمان بالملائكة، وكالإيمان باليوم الآخر، وكالإيمان بالقدر خيره وشره .. إلى سائر الغيبيات التي أخبر عنها رسول اللـه.
نسي هذا المسكين قول رب العالمين في سيد المرسلين: "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى"[النجم: 3 - 5].
أما تقرأ يا مسكين في سورة البقرة قوله - تعالى-: "ألم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ.."[ البقرة:1- 2].
وتمنيت يا فضيلة الدكتور لو قرأت من جديد هذه الآيات، إن أول صفة من صفات المؤمنين الإيمان بالغيب.
وخرج علينا أستاذ آخر فكتب كتاباً ضخماً يزيد عن الثلاثمائة صفحة، ينفي فيه من أول صفحة إلى آخر صفحة عذاب القبر ونعيمه، يلوي أعناق النصوص لياً عجيباً، وها أنا الآن أرد على هؤلاء المتطاولين المكذبين المنكرين، الذين قال عنهم الإمام القرطبي والإمام الحافظ ابن حجر: "لم ينكر عذاب القبر إلا الملاحدة، والزنادقة، والخوارج، وبعض المعتزلة، ومن تمذهب بمذهب الفلاسفة، وخالفهم جميع أهل السنة "، وقال الإمام أحمد - رحمه اللـه -: "عذاب القبر حق، ومن أنكره فهو ضال مضل".
أيها الحبيب: سأقدمُ إليك سيلاً من الأدلة الصحيحـة على عذاب القبر من كلام الصادق المصدوق، الذي لا ينطق عن الهوى، ولن أطيل الوقفة مع القرآن! لماذا؟! لأن القرآن حمَّال ذو أوجه كما قال على بن أبي طالب لابن عباس وهو في طريقه لمناظرة الخوارج.
قال على: يا ابن عباس جادلهم بالسنة ولا تجادلهم بالقرآن، فإن القران حمَّال ذو أوجه.
اسـتهل الحديث بين يدي هذا العنصر الهام بمقدمة اقتبسها من كلام أئمتنـا الأعلام، وأبدأ هذه المقدمة بكلام دقيق نفيس للإمام ابن أبي العز الحنفي شـارح العقيـدة الطحـاوية على شارحها ومصنفها الرحمة من اللـه - جل وعلا -.
قال: اعلم أن عذابَ القبر هو عذاب البرزخ، وكل إنسان مات وعليه نصيب من العذاب فله نصيبه من العذاب، قُبِرَ أو لم يُقْبر، سواء أكلته السباع أو احترق فصار رماداً في الهواء أو نسف أو غرق في البحر.
تأملوا يا من تحكمون العقول في هذا الدليل الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -أن النبي قال: (قال رجل لم يعمل حسنة قط لأهله: إذا مات فحرقوه، ثم ذرّوه، نصفه في البر، ونصفه في البحر، فواللـه لئن قدر اللـه عليه ليعذبنه عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين، فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم، فأمر اللـه البر فجمع ما فيه، وأمر اللـه البحر فجمع ما فيه، ثم قال: لم فعلت هذا؟ قال: من خشيتك وأنت أعلم، فغفر اللـه له)([2]).
الشاهد من الحديث أن اللـه أحياه بعدما حُرِق وذُرِىَ رماده في البحر والبر، فقال له الملك: كن، فكان على الفور.
قال - تعالى -: "إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللـه كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ"[ آل عمران: 59 ].
وقال - تعالى -: "أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللـه بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللـه مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ ءَايَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللـه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"[ البقرة: 259 ]، وقال - تعالى-: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللـه عَزِيزٌ حَكِيمٌ"[ البقرة: 260 ].
إن قدرة اللـه لا تحدها حدود، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأنهي هذه المقدمة بكلام نفيس للإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى -، حيث قال:
"إن اللـه - تعالى- قد جعل الدور ثلاثة، وهى: دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار"، ثم قال:"وجعل اللـه لكل دار أحكاماً تختص بها، فجعل اللـه الأحكام في دار الدنيا تسير على الأبدان، والأرواح تبع لها، وجعل الأحكام في دار البرزخ تسرى على الأرواح، والأبدان تبع لها، وجعل الأحكام في دار القرار تسرى على الأرواح والأبدان معاً" ثم قال ابن القيم: "واعلم أن سعة القبر وضيقه، ونوره وناره ليس من جنس المعهود للناس في عالم الدنيا"، ثم ضرب للناس مثلاً عقلياً دقيقاً رائعاً فقال:
"انظر إلى الرجلين النائمين في فراش واحد أحدهما يرى في نومه أنه في نعيم، بل وقد يستيقظ وأثر النعيم على وجهه، ويقص عليك ما كان فيه من النعيم، قد يقول لك: الحمد لله لقد رأيتني الليلة وأنا مع رسول اللـه ورأيت النبي، وكلمت النبي، ورد علىّ النبي، وقال لي النبي..الخ.
من رأى النبي في المنام فقد رآه حقاً، وأخوه إلى جواره في فراش واحد قد يكون في عذاب، ويستيقظ وعليه أثر العذاب، ويقص عليك ويقول: كابوس كاد أن يخنق أنفاسي!!"
هل تدبرت أخي في اللـه في هذا الكلام؟!! الرجلان في فراش واحد هذه روحه كانت في النعيم، وهذا روحه كانت في العذاب مع أن أحدهما لا يعلم عن الآخر شيئاً.
هذا في أمر الدنيا فما بالك بأمر البرزخ الذي لا يعلمه إلا اللـه؟!! مقدمة دقيقة ولو تدبرتها لوقفت على الحقيقة، وأنا أقول: متى كان العقل حاكماً على الشرع والدين؟!!
لله در عَليّ يوم أن قال: "لو كان أمر الدين بالعقل لكان المسح على باطن الخف أولى من المسح على أعلاه"([3]).
إليك الأدلة الصحيحة الصريحة على عذاب القبر أستهلها بهذه الترجمة الفقهية البليغة لإمام الدنيا في الحديث - الإمام البخاري -، فقد ترجم في كتاب الجنائز باباً بعنوان: (باب ما جاء في عذاب القبر)، وتكفي هذه الترجمة، ولقد فقهَ البخاري في تراجمه - كما قال علماء الحديث وعلماء الجرح -، وساق البخاري في هذا الباب الآيات الكريمة عن اللـه - جل وعلا - وروى فيه الأحاديث الصحيحة عن رسول اللـه، وسأكتفي بآية واحدة استدل بها جميع أهل السنة بلا خلاف على ثبوت عذاب القبر:
قال اللـه - تعالى-: : (( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ))[غافر:45-46].
قال جميع علماء أهل السنة: ذكر اللـه في هذه الآية عذاب دار البرزخ وعذاب دار القرار ذكراً صريحاً، وحاق بآل فرعون سوء العذاب، النار يعرضون عليها غدواً وعشياً أي: صباحاً ومساءاً هذا في دار البرزخ، ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب: أي يوم القيامة.
فذكر اللـه عذابين في الآية: عذاباً في الدنيا، وعذاباً في الآخرة، عذاب دار البرزخ، وعذاب دار القرار.
وقبل أن أزف إليك الأدلة الصحيحة التي تلقم المنكرين الأحجار؛ أود أن أنوه إلى أن اللـه قد أنزل على النبي وحيين، وأوجب اللـه على عباده الإيمان بهما ألا وهما القرآنُ والسنة الصحيحة.
انطلق هؤلاء المنكرون وقالوا: كفانا القرآن، وظنوا أنهم بهذه الدعوى - التي يغنى بطلانها عن إبطالها، ويغنى فسادها عن إفسادها - أنهم قد خدعونا، واللـه ما خدعوا إلا أنفسهم.
من كَذَّبَ بالسنة الصحيحة فقد كفر بالقرآن، ومن رد السنة فقد رد القرآن.
تدبر معي آيات اللـه - عز وجل -: (( وَمَـا ءَاتَـاكُـمُ الرَّسُـولُ فَخُـذُوهُ وَمَـا نَهَـاكُـمْ عَنْـهُ فَانْتَهُـوا وَاتَّقُوا اللـه إِنَّ اللـه شَدِيدُ الْعِقَابِ ))[الحشر:7]، وقال - تعالى-: (( من يطع الرسول فقد أطاع اللـه ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً ))[النساء:80]، وقال - تعالى-: (( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ))[ النساء: 65 ]، وقال - تعالى -: (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللـه وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللـه وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً ))[الأحزاب: 36 ]، وقال - تعالى-: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللـه وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللـه إِنَّ اللـه سَمِيعٌ عَلِيمٌ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ ))[ الحجرات:1-2].
فالسنة حكمها مع القرآن على ثلاثة أوجه: قال ابن القيم في إعلام الموقعين: السنة مع القرآن على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أن تأتي السنة مؤكدة لما جاء به القرآن، وهذا من باب تضافر الأدلة.
الوجه الثاني: أن تأتي السنة مبينة وموضحة لما أجمله القرآن قال - تعالى-: (( وأقيموا الصلاة )) لكن لم يذكر عدد الصلوات، ولا أركان الصلاة، ولا كيفية الصلاة، ولا مواقيت الصلاة، فجاء الحبيب المصطفى لكي يبين لنا عددها، وأركانها، وكيفيتها، ومواقيتها وهكذا.
الوجه الثالث: أن تأتي السنة موجبة أو محرمة لما سكت عنه القرآن، قال المصطفى: ( ألا يوشك رجل شبعان متكيء على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه)، قال المصطفى: ( ألا إن ما حرم اللـه كما حرم رسول اللـه)([4]).
وإليكم الأحاديث الصحيحة التي تثبت أن عذاب القبر حقيقة لا ريب:
ففي الحديث الذي رواه أحمد والحاكم وغيره وحسنه الشيخ الألباني ( كان عثمان إذا وقف على القبر بكى، وإذا ذكر الجنة والنار لا يبكي، فقيل له: يا عثمان تذكر الجنة والنار فلا تبكي، فإذا وقفت على القبر تبكي، قال عثمان: لقد سمعت رسول اللـه يقول: (القبر أول منازل الآخرة فإن نجى منه صاحبه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينجُ منه صاحبه فما بعده أشد منه).
وانظر إلى هذا الحديث الصحيح قال المصطفى حينما مر على قبرين فقال: ( أما إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير)، ثم قال: (أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الأخر فكان لا يستتر من بوله - أو لا يتنزه من بوله -)([5]).
وَقِفْ مع هذا الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي كان يدعو اللـه ويقول: ( اللـهم إني أعوذ بك من عذاب القبر)([6]).
وفي الحديث الذي رواه مسلم وأحمد وابن حبان والبزار وغيرهم من حديث زيد بن ثابت - رضي اللـه عنه -: (بينما النبي في حائط لبنى النجار على بغلة له ونحن معه إذ جاءت به (أي البغلة) فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة، أو خمسة، فقال: (من يعرف أصحاب هذه الأَقْبُر؟) قال رجل: أنا، قال: (فمتى ماتوا؟) قال: في الشرك، فقال: (إن هذه الأمة تُبْتَلَى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت اللـه أن يُسْمِعَكُم مـن عذاب القبر الذي أسمع منه)، ثم أقبل علينـا بوجهـه فقال: (تعوذوا باللـه من عذاب القبر) قلنا: نعوذ باللـه من عذاب القبر)([7]).
وفى الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: (دَخَلَتْ علىّ امرأة من يهود المدينة فذكرت عذاب القبر، فقالت المرأة لعائشة: أعاذك اللـه من عذاب القبر!! فلما خرجت اليهودية سألت عائشة النبي عن عذاب القبر فقال: (نَعَمْ عذاب القبر) وفى رواية: (عذاب القبر حق) فقالت عائشة: (فما رأيت النبي يصلى بعدها إلا ويستعيذ من عذاب القبر)([8]).
طويل حقا لكن مفيد
منقوووووووووووووووووووووووووووووووول