هذه القصة التي سأرويها لكم أحبائي ليست من نسج الخيال وإنما هي واقعية تتجلى فيها معاني القدر والأرزاق المحددة بقدر !
في العام 2007 سافرت مع احد اصدقائي مدينة الخرطوم حيث كنا في رحلة عمل وبعد أن أنجزنا عملنا قبل وقته المحدد بيوم اقترح علينا احد الاصدقاء من الشعب السوداني الطيب ان نخرج برحلة صيد إلى إحدى الغابات فوافقنا فورا وطلبنا منه ان نذهب لإحدى البقالات او السوق المركزي لشراء احتياجتنا الغذائية وغيرها خاصة وان المسافة من الفندق الى الغابة يتجاوز الساعتين كما اخبرنا صديقنا
ونحن في منتصف الطريق الى هناك بدأ المطر بالتساقط وما ان وصلنا الى الغابة حتى زادت الامطار غزارة وهنا قال لنا صديقنا لا بد من ان ننتظر توقف سقوط المطر كي نستطيع الصيد فالحيوانات والطير لا تخرج أثناء تساقط الأمطار
انتظرنا ما يزيد عن الساعتين ولكن دون جدوى فقد كانت الامطار تتزايد وحرصا منا على عدم العودة وقت حلول الظلام قررنا جميعا مغادرة الغابة والعودة الى الفندق
بهذه الاثناء فكرنا بالمواد الغذائية والحاجيات التي اشتريناها لهذه الرحلة والتي يزيد ثمنها على 150 دولار امريكي تقريبا ماذا نفعل بها ؟
فاقترح صديقنا السوداني ان نطرق باب اي كوخ في الغابة ونمنحها له فوافقنا دون تردد
وما ان طرقنا باب احد الاكواخ التي صادفت طرقنا حتى فتح لنا الباب رجل يتجاوز عمره الستون عاما واخبرناه باننا نريد منحه مالدينا من غذاء وماء ودواء وغيره
فنظر نظرة الى السماء ورفع يديه باكيا بشدة حتى ادخل الشك في قلوبنا وبعد ان سأله صديقنا السوداني عن السبب قال انتظروا قليلا فدخل الى كوخه وبعد اقل من دقيقتين خرج لنا رجل في الثلاثين من عمره ومعه اطفال ونساء فقال الرجل المسن لصديقنا بلهجة لم نفهمها نحن ولكنه ترجمها لنا فيما بعد :
أنهم يعيشون في الكوخ 9 افراد هو وزوجته وابنه وزوجة ابنه وابنائهما ومضى عليهم ثلاثة ايام لم يذوقوا فيها طعاما !!!
فيا سبحان الله الذي ارسلنا من الكويت الى الخرطوم
والذي قدر بان ننجز مهمتنا قبل موعدها
والذي الهمنا ان نذهب للغابة بحثا عن الصيد
والذي مكننا من شراء غذاء وماء ودواء وغيره
والذي انزل المطر وجعله عائقا لهدفنا الذي جئنا من اجله
والذي جعلنا نقرر العودة
والذي ارشدنا لهذا الكوخ
سبحانه اقسم بالله انني مؤمن بك يالله ولا احد سواك ما اعظمك وما اقدرك
ودمتم اخواني