شكوى ضائعة...
أين الأمان.....؟؟
الّذي طمسَ ذكراهُ الزّمانْ...
و من طولِ غيابه ابتأس الإنسانْ..
لكم بحثت عن أشكاله في الوجدانْ..
في عالم يأسره الظلام و تغدقه النيرانْ..
فرأيتُ الرّبيعَ الخضِلَ تهجره
الألوان...
لَكَمْ بحثتُ خلفَ الجدرانْ...
و عند كلّ زقاقٍ و جنانْ...
حتّى ما وجدتُ للقصيدِ عنوانْ..
لَكَمْ بحثتُ عنكَ فوجدتُ الهوانْ...
و كمْ سألتُ عنك..فقابلني البهتان
كيفَ امّحتْ آثاركَ من الأكوانْ؟
و كيفَ أصبحت أزاهيجُ الكونِ بلا ألحانْ؟
كيفَ اخْتلّتِ الأوزانْ؟
و حدث الّذي لم يكن بالحسبانْ؟
كيف أنفاسُ الكونِ..تُصمُّ لها الآذانْ؟
و مالُ النّفوسِ تجرّدتْ من الرّحمةِ و الإحسانْ..
عجبتُ لأمرٍ أذبلَ الجفون و العيانْ
أنْ يضيعَ السّلامُ و يطغى..
الشّقاءُ و العدوانْ!!!
و يبُثّ الخرابُ جذورهُ طويلةً..
كشجرِ السّنديان..
أنْ يسودَ الفسادُ بين الإخوانْ..
و البسماتُ..تفيضُ إلى غيرِ رُجْعةٍ..
و القلوبُ تملؤها الأحزانْ!!
و الحقدُ الأسودُ يعتسِفُ النّاسَ و ما يزيدهمْ..
غيرَ أضغانْ!!
فكيف في الخيرِ يكونونَ أعداءً..
و بِرحابِ الشرّ..خيرَ أعوانْ..؟!
أيّانَ..الخيرُ تَقْشَعِرّ له الأبدان؟!
و متى كان الواحدُ منّا..للشرّ..
عاشقاً ولهانْ؟؟؟
يدبُّ و يميلُ على الأرضِ
و يفسدُ....
أرآهُ..
فأسألُ: أإنسانٌ أمْ حيوانْ؟؟؟
بل..
و قد ازْدادَ هباءً عنِ الحيوانْ..
يرغبُ عن الخيرِ كما يرغبُ الرّهبان..
و يهرعُ إلى الشرّ يستليغُ منه كالظمآن..
و إن توعّدته كان الأمرُ سيان!!
لكنّه إذا حصدَ ما زرعتْ يداهُ..ولَّى كالخائبِ النّدمان...
غدوتُ أمشي بصحراءِ الوجودِ مطرقةً...
أسألُ:
هلْ تراهُ سيزولُ من وجهها الطّغيانْ؟
فما بالُ الحبِّ مات في كلّ مكان؟
و مال فتيلِ الحربِ لا يوقدها غيرُ اللّسان؟
قد انقضى العيشُ الرّغيدُ...
و احرتِ النّاسُ..تلدغُ بعضها كما يفعل الثعبان!
و تأكل شتاتَ بعضها..كالحيتانْ..
و تفسد بين بعضها..و كأنّما سلطانها الشّيطان!!
أو كأنّ بأعمالها الرّذيلةِ يغفل الرّحمن..
فها الآن..
الظلمُ..يطلقُ لنفسه العِنان..
ليجعل الحياة بساطاً..
سماؤه الحرمان...
ألوانه النّكران..
و ربيعه الرّكون و الهوان..
أرضنَا...
إنّكِ كنتِ تُحفةً خالصةً لا تخطرُ على بالِ فنّان..
لكنّكِ..اليومَ..
قلعةٌ مُقفرةٌ..يبتلعها النّسيان..
لكنّني من صميمِ أنفاسي..
أستوقفُ الزّمان..
و أستنهضُ كلّ ضميرٍ..غفلانْ..
و أقول:
أرضنَا..مهما ظلمنا أنفسنا..و جارَ علينا الزّمانْ..
مشيئة الله فوق رأسِ كلّ إنسان..
و مهما اختلفتِ المِللُ و الأديان..
و تلبّدتِ الأفكارُ بالأذهانْ..
ألقي بأشرعتك بوجوهنا..و تقلّدي رداء الغزلان..
حتى و أنتِ الظّبيُ الجريحُ..
ستبقين...
..زهرتنا المترنّحة..
التي لا يخدشها خريف النّسيان..
و ربيعنا الأبديّ..الذي لا يهانْ..
فلو جُبنا كلّ ما في الكونِ من..
بُلدانْ...
ما لقينا..أحلى منكِ..
أو أكثر منكِ..وطناً دافءَ الأحضانْ!
inass............................................................................