ــ الرجل والمرأة رغم الإختلاف بينهما في كل شيء إلا أنهما يكملان بعضهما البعض ولا يمكن لأي طرف الإستغناء عن الأخر شئنا أم أبينا ، لأنها سنة الحياة وقاعدة لا نستطيع الحياد عنها فتجد الرجل مهما حقق من نجاحات في حياته ووصل إلى أعلى الدرجات الإجتماعية وشغل أهم المناصب ، سيأتي يوم ويبحث عن زوجة لإتمام نصف دينه ، وقد تجد هذا الأمر يشغله ويؤرقه فيرسم في مخيلته المواصفات التي يبحث عنها ، ويحرس كل الحرس على الإختيار المناسب فالزواج عمر ثاني والخطأ غير مسموح به وإلا إنقلبت حياته رأسا على عقب .</STRONG> ــ وتدخل حواء حياة أدم في جو من الفرح والسعادة فالزواج هو إقتران للروح والجسد لتبدأ حياة جديدة ، فكل واحد يبحث عن السعادة الأبدية ويتمنى أن يجدها عند الأخر ، وعندما نتحدث عن السعادة لا نقصد بها العالم المثالي الذي عجز أفلاطون عن تحقيقه ، بل قد تكون تعاني وأنت سعيد المهم أن يكون هناك تفاهم وتعاون وحب وود ورضى بكل ما قدره الله .</STRONG>
ــ لكن اليوم وما نراه و نسمع به ونعيشه هو وجود ظاهرة يعاني منها أدم بالخصوص وهي ظاهرة تسلط الزوجات ، فالزوجة اليوم صارت بحكم إيمانها وشعورها بأن حياة أدم بدونها لاتساوي شيء ، إستغلت هذا الظرف وراحت تتفنن في تعذيبه فهذه تفرق بينه وبين والديه ، والأخرى تفرض عليه أشياء فوق قدراته ، وتلك تجبره على الإمتثال لأوامرها مهما كانت ، وأدم المسكين رغم عدم رضاه لا يمكنه سوى السمع والطاعة مهما تألم وإغتاض .</STRONG>
ــ فلماذا يرضى أدم بتسلط حواء وجبروتها ؟ إنها ليست دعوة للإنتفاضة ضدها فقط هو سؤال يطرح نفسه ، هل هذا ما كان يبحث عنه كل طرف ؟ هل وصلت العلاقة بين الرجل والمرأة إلى هذه الدرجة من الإستعباد ؟ هل سلاح حواء فتاك إلى درجة أنها تشل كل أفكار أدم ويصير لعبة بين يديها تتباهى بها أمام صديقاتها ومعارفها ؟ فيا للعجب تجد الرجل في عمله كالأسد يحسب له ألف حساب وعند دخوله لمنزل الزوجية يتحول بقدرة قادر إلى أضعف مخلوق أمام مخلوق هو في الأصل ضعيف ، فمن أين إستمدت حواء قوتها الخارقة ؟ وما سر هذا الصمت الرهيب من أدم ؟