جاء تعيين البوسني، وحيد حاليلوزيتش، على رأس الخضر ليضع حدا للغط الذي دار حاول خسارة مراكش الأخيرة، وحول انتباه الناس نحو مستقبل مشرق للمنتخب الوطني مع مدربهم الجديد، حتى وإن ذهبت "كان 2012" في خبر كان.
وكما وعدت به الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، فقد عين حاليلوزيتش ـ ولا ندري إن كان من العيار الثقيل كما قيل ـ ودخل الخضر في مرحلة جديدة، قد تتغير فيها أشياء كثيرة.
وإذا كان تعيين المدرب البوسني قد اعتبر حلا من الحلول للمنتخب الوطني الصائم عن الانتصارات منذ مدة، فإنه في الحقيقة كان بمثابة القفز عن المشكل الحقيقي، الذي ما زال يضر بمصلحة المنتخب الوطني، الذي بات عن جهل أوعن سوء نية ـربما ـ لا يمثل إلا نفسه والأشخاص المشرفين عليه، ومن يسبحون في فلكهم.
ومنذ أن خرجت هذه اللعبة الساحرة لتشغل بال الناس في العالم أجمع، كانت وما زالت القاعدة هي: لا منتخب وطنيا قويا بلا بطولة قوية، ولا بطولة قوية بلا بأندية قوية، ولا أندية قوية بلاعبين متواضعي المستوى، هذه هي القاعدة التي تحكم الكرة، ولا يمكن لا لحاليلوزيتش ولا لغيره أن يكذبها.
وإذا كان أصحاب القرار حريصين بحق عن المنتخب الوطني، فكان عليهم ـ بل من واجبهم الالتفات إلى البطولة الوطنية البائسة (بطولة الغش والعنف التي باتت لا تهم أحدا وأنديتها لا تخيف أحدا) فقد أصبحت مع شديد الأسف بطولة أبطالها حكام مطعون في نزاهتهم، ومسيرون فاشلون، ومشجعون مشاغبون، وملاعب منتهية الصلاحية، تحتضن العنف وتحرسها كلاب حمراء..
وكنا نتمنى ـ في لحظة سذاجة ـ أن تقول الاتحادية واللاهثون وراء مناصبها كلمةَ حق في البطولة المسكينة وأنديتها اليتيمة، التي تجهل حتى مكان إقامة مبارياتها، ويعين حكامها بالرسائل القصيرة، ويسرق مجهود لاعبيها كل يوم. وكنا نتوقع أن يرتفع صوت رؤساء الأندية للقول: إن المنتخب الوطني هو واجهة البطولة، وبالتالي واجهة الأندية، بدل البكاء على المال العام، والتناحر على مزايا كرة سخيفة، لكن لا حياة لمن تنادي. لقد شكلت "المناقصة الدولية المفتوحة" لاختيار مدرب جديد للخضر "قفزة نوعية" في تسيير المنتخب الوطني، وبينت أن "الخضر" أهم من البطولة الوطنية وأنديتها، ومدربيها في هذه المرحلة على الأقل. وحتى يثبت العكس، يمكننا القول إن الحدث كثر على المدرب الكبير، والمال الكثير والأهداف البعيدة المدى، لكن لا أحد تجرأ وقال: حاليلوزيتش ليس مشكلة ولن يكون حلا.. لكرة تموت كل يوم.