من يضحك أخيرا يضحك كثيرا.. هكذا، نجح لاعب كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي في أن يكون الفائز الأكبر في المباراة الودية التي أقيمت بين المنتخبين الأرجنتيني والبرتغالي في مدينة جنيف السويسرية.
وقاد ميسي، نجم برشلونة الاسباني، المنتخب الأرجنتيني للفوز بالمباراة في اللحظات الأخيرة ليخطف الأضواء من الجميع خاصة وأنها المباراة الثانية على التوالي التي ينجح فيها في خطف الفوز لمنتخب الأرجنتين في اللحظات الأخيرة.
وسبق لميسي أن حقق الفوز لراقصي التانجو الأرجنتيني على راقصي السامبا البرازيلية في المباراة الودية التي جرت بينهما بالعاصمة القطرية الدوحة في نوفمبر الماضي.
ولكن الهدف الذي سجله ميسي في مباراة الأمس أمام البرتغال كان له بريق خاص وإن جاء من ضربة جزاء.
وتأتي أهمية الهدف في أنه حافظ على بريق ميسي في مواجهة منافسه التقليدي العنيد كريستيانو رونالدو نجم هجوم ريال مدريد الاسباني والمنتخب البرتغالي.
وانتهى الشوط الأول من المباراة بالتعادل 1/1 عن طريق هدفين حملا توقيع نجمين من هجوم ريال مدريد الاسباني حيث تقدم آنخل دي ماريا نجم هجوم ريال مدريد بهدف للأرجنتين في الدقيقة 14 ثم تعادل زميله كريستيانو رونالدو للمنتخب البرتغالي في الدقيقة 21 .
وفشل الفريقان في تسجيل مزيد من الأهداف في الشوط الثاني رغم الفرص التي سنحت لهما حتى جاءت الدقيقة الأخيرة لتشهد ضربة جزاء للمنتخب الأرجنتيني سجلهما ميسي في الوقت بدل الضائع لينهي اللقاء لصالح التانجو الأرجنتيني في الوقت بدل الضائع.
وتأتي المباراة ضمن استعدادات المنتخب البرتغالي لاستئناف مسيرته في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية القادم (يورو 2012) كما يستعد المنتخب الأرجنتيني لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2011) التي تستضيفها بلاده منتصف هذا العام.
وبذلك، كان ميسي هو الفائز الأكبر في المواجهة الخاصة مع رونالدو بعدما اعتبر كثيرون هذه المباراة مواجهة خاصة بين أفضل نجمين في العالم خلال السنوات الثلاث الماضية وكذلك النجمين اللذين يدور بينهما الصراع الشديد في الموسم الحالي بالدوري الاسباني.
ومع اتساع الفارق والفجوة بين برشلونة وريال مدريد إلى سبع نقاط، تضاءلت فرص ريال مدريد في منافسة برشلونة على لقب الدوري الاسباني هذا الموسم ليتحول معظم الاهتمام إلى الصراع الشرس والقوي بين ميسي ورونالدو على لقب هداف المسابقة هذا الموسم.
ويرى جميع المشجعين في اسبانيا، بمن فيهم المشجعين المتعصبين لريال مدريد، أن فريقهم فقد فرصة المنافسة على لقب الدوري الاسباني هذا الموسم من الناحية العملية.
ويتصدر برشلونة، حامل اللقب، جدول المسابقة برصيد 61 نقطة من 22 مباراة وبفارق سبع نقاط أمام منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد الذي فشل مجددا في إيقاف هيمنة برشلونة وانتصاراته وهوايته في تحطيم الأرقام القياسية واحدا تلو الآخر.
وفي ظل اقتراب برشلونة منطقيا من حسم اللقب لصالحه للموسم الثالث على التوالي، تحول اهتمام وسائل الإعلام إلى الصراع الدائر بين ميسي ورونالدو.
واشتعل الصراع بين ميسي ورونالدو على لقب أفضل لاعب في العالم على مدار السنوات الثلاث الماضية فكان اللقب من نصيب رونالدو في عام 2008 بعدما قاد فريقه السابق مانشستر يونايتد للقب دوري أبطال أوروبا ثم أصبح لقب أفضل لاعب في العالم من نصيب ميسي في العامين الماضيين.
ويختلف ميسي (23 عاما) عن رونالدو (26 عاما) في كل شيء حيث يتسم النجم الأرجنتيني الشاب بالهدوء والتواضع ولا يشعر بالراحة في الظهور كثيرا بوسائل الإعلام نظرا لحرصه دائما على أن يتحدث بقدمه اليسرى داخل المستطيل الأخضر أكثر من التحدث بفمه في مكبرات الصوت.
كما يتميز ميسي بأنه لاعب يجيد الأداء الجماعي ويشعر بالسعادة لصناعة الهدف بنفس قدر سعادته في هز الشباك.
وعلى النقيض، يشعر رونالدو بالسعادة كثيرا في جذب اهتمام الآخرين سواء من خلال أهدافه الرائعة أو من خلال حياته الشخصية المثيرة للجدل.
ويتميز رونالدو بأنه لاعب متكامل بشكل أكثر من ميسي ولكنه يتعرض دائما للانتقادات بسبب عجرفته.
وعلى سبيل المثال، تعرض رونالدو لانتقادات عنيفة من والتر باندياني وخافيير كاموناس لاعبي أوساسونا بعد الفوز الثمين لأوساسونا المتواضع على ريال مدريد 1/صفر الأسبوع الماضي.
بينما ينال ميسي دائما الإشادة لسلوكياته الرائعة وتواضعه في التعامل مع الآخرين.
ولذلك يعتبر كثيرون المنافسة على لقب هداف الدوري الاسباني هذا الموسم صراعا بين لاعب خجول وآخر استعراضي.
وسجل ميسي ثلاثة أهداف (هاتريك) يوم السبت الماضي ليقود برشلونة إلى فوز ثمين 3/صفر على منافس عتيد هو أتلتيكو مدريد.
وفي اليوم التالي، سجل رونالدو هدفين ليقود ريال مدريد إلى الفوز الكبير 4/1 على ريال سوسيداد.
واستعاد رونالدو بذلك هوايته في هز الشباك بعد أربع مباريات فشل خلالها في تسجيل أي هدف، كما حرم رونالدو منافسه الأرجنتيني ميسي من الانفراد بصدارة قائمة الهدافين حيث يقتسمها اللاعبان برصيد 24 هدفا لكل منهما.
ويؤكد الاتحاد الاسباني للعبة ومعظم الصحف ومواقع الإنترنت، ومنها موقع نادي ريال مدريد نفسه، تساوي اللاعبين في رصيد الأهداف بالدوري هذا الموسم وذلك برصيد 24 هدفا لكل منهما.
بينما تؤكد صحيف
ة «ماركا» الاسبانية الرياضية أن رونالدو سجل 25 هدفا مقابل 24 هدفا لميسي.
وقررت «ماركا» أن تحتسب لرونالدو هدف الفوز 2/1 لريال مدريد على ريال سوسييداد في 18 سبتمبر الماضي بينما يحتسب الاتحاد الاسباني للعبة هذا الهدف لصالح زميله المدافع بيبي حيث اصطدمت به تسديدة رونالدو من ضربة حرة لتغير الكرة اتجاهها قبل أن تستقر داخل الشباك.
وتتسم «ماركا» بأنها الصحيفة الأكثر تحيزا وحماسا لمواهب رونالدو والأقل انتقادا لسلوكياته وطريقته في التعامل.
وأكدت «ماركا» دائما وبشدة على أهمية صفقة انتقال رونالدو إلى ريال مدريد بينما انتقدت الصحف الأخرى، وكذلك الكنيسة الكاثوليكية، فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد على تعاقده مع رونالدو مقابل 94 مليون يورو (68.127 مليون دولار) في عام 2009 وهي الصفقة التي حطمت الرقم القياسي في سوق انتقالات اللاعبين على مدار التاريخ، حيث أصبح رونالدو هو الأغلى في تاريخ اللعبة حتى الآن.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته «ماركا» على موقعها بالإنترنت في وقت سابق أن 6.50 % من قراء الصحيفة يرون أن ميسي سينهي الموسم في صدارة قائمة هدافي الدوري الاسباني بينما يرى 4.49 % من القراء أن رونالدو هو من سيفوز باللقب.
وأنهى ميسي الموسم الماضي في صدارة قائمة هدافي المسابقة برصيد 34 هدفا مقابل 26 هدفا لرونالدو الذي عانى كثيرا من الإصابات.
وها هو ميسي يؤكد تفوقه مجددا على رونالدو في الملعب من خلال تسجيل هدف الفوز للأرجنتين في مباراة الأمس.
[right]