أبرز 7شخصيـــات أثّــرت في الساحة الرياضية الجزائريـة خلال سنـــة 2010
ساعات قليلة فقط تفصلنا عن توديع سنة 2010 التي لم تكن ككل السنين العجاف الماضية، كيف لا وكرتنا التي كانت بالأمس القريب مريضة استعادت هذه السنة بريقها ومجدها الضائع من خلال العودة للمشاركة في المحافل الدولية الكبيرة بعد غياب طويل، فبالرغم من أن النتائج الأخيرة للمنتخب لم تكن في مستوى التطلعات إلاّ أنّ عودة الجزائر إلى مكانها الأصلي ضمن مصاف الكبار يعد إنجازا. ولم تعرف كرتنا العودة للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا ولا نهائيات كأس العالم فحسب، بل أنها دخلت الإحتراف في هذا السنة، وصار لنا بطولة احترافية نتمنى أن تكون ناجحة بعد سنوات من الآن. وقد كان لـ “الهداف” استطلاع للرأي من أجل اختيار أبرز 7 شخصيات مؤثرة في الشارع الرياضي الجزائري لهذه السنة وجاءت النتائج كما يلي. ..
1بوتفليقة: فخامته أعاد الكرّة بجسور جوية إلى أنغولا وجنوب إفريقيا
فخامة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة تم اختياره كي يكون على رأس أبرز الشخصيات المؤثرة خلال سنة 2010، لما قدّمه من خدمات عديدة للمنتخب الوطني وجمهوره العريض من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، فالرجل الأول في البلاد لم يلعب دور المتفرج على ما يحدث، بل تصرف لصالح بلده وأعاد ما فعله في نهاية سنة 2009، عندما أشرف على رعاية ونقل أعداد قياسية من الجماهير إلى السودان عبر جسر جوي فاق “50” رحلة جوية من الجزائر إلى الخرطوم، ما مكن منتخبنا يومها من العودة بتأهل تاريخي إلى نهائيات كأس العالم 2010 بمساندة محبيه. فخامته أبى إلا أن يعيد الكرّة سنة 2010 من خلال أمره بنقل أعداد كبيرة من الجماهير إلى أنغولا في مباراة نصف نهائي كأس إفريقيا أمام مصر، وكله أمل في أن يتكرر سيناريو السودان، حيث حطت طائرات الخطوط الجوية الجزائرية بالجملة في مطار “بنغيلا” الأنغولي، غير أن الحكم البنيني “كوفي كوجيا” أخلط يومها الحسابات بتحيزه الفاضح لصالح المصريين وتسبب في خروج مرّ للجزائر من منافسة كان يمكن أن يكون لقبها من نصيبها، كما أعاد فخامته الكرّة مجددا في جنوب إفريقيا عبر جسر جوي جديد أرسل من خلاله أعدادا كبيرة من الجماهير إلى أبعد نقطة في القارة السمراء، من أجل الوقوف إلى جانب أبناء سعدان في تحدّ جديد غابت عنه الجزائر طيلة 24 سنة، فنقل إلى بلد “نيلسون مانديلا” من يملك مليوني سنتيم، ومن يملك أقل ومن لا يملك أي سنتيم أصلا، ووجد شاوشي ورفاقه أنفسهم وهم يخوضون مبارياتهم أمام سلوفينيا، إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية وكأنهم في معقلهم بعقر الديار، والفضل وكل الفضل يعود إلى فخامته الذي وفّر للمنتخب كل الإمكانات الضخمة من أجل البروز بشكل أفضل، ووفر للأنصار كل السبل من أجل التواجد مع منتخبهم حتى في قاع القارة السمراء، ونال ثناء ومدح وشكر شعبه من الحدود إلى الحدود على وقفته إلى جانبهم وتسهيل تنقلاتهم إلى أبعد نقطة من نقاط قارتنا السمراء.
2مغني: ضحى وخسر ركبته في سبيل الجزائر
لم يلعب مراد مغني سوى بضع دقائق خلال هذه السنة، وقد يبدو للبعض أن اختياره شخصية مؤثرة صنعت الحدث هذه السنة أمرا غريبا، لكنها الحقيقة لأن صانع ألعاب “لازيو” الإيطالي صنّف ضمن أبرز شخصيات هذه السنة، ليس بفضل إمكاناته الفنية الهائلة التي لم نتمتع بها للأسف، وليس بفضل مشاركاته العديدة مع “الخضر” وناديه الإيطالي (اكتفى بالمشاركة في دقائق معدودة) لكن بفضل تضحياته الجسام في سبيل بلده الأم، الجزائر. مغني تحدى الطاقم الطبي للمنتخب وتحدى سعدان والمسؤولين وأصرّ على المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا بأنغولا رغم رفضهم، بل ورفض إجراء العملية الجراحية على ركبته من أجل الجزائر، لكن النتيجة في نهاية المطاف أنه ضيّع على نفسه فرصة المشاركة في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا أياما قليلة قبيل الإعلان عن القائمة الرسمية المشاركة في “المونديال”، رغم دخوله في سباق ضدّ الزمن للعلاج في مركز العلاج “آسبيتار” القطري، ومرّ اللاعب على جناح السرعة بعدها رغما عنه إلى الطاولة من أجل الخضوع لعملية جراحية على الركبة، فضاع وضاع موسمه، وصار مستقبله الكروي مهددا بما أنه وإلى حدّ الساعة لم يعد إلى أجواء المنافسة الرسمية بعد أن عاودته الإصابة، ومن يدري فقد لا يعود عن قريب لمداعبة الكرة إن تواصلت معاناته من آلام ركبة ضحى بها في سبيل أن يساعد الجزائر خلال عودتها للمشاركة في المنافسات القارية هذه السنة، وكل هذا جعله شخصية مؤثرة للغاية في الشارع الكروي الجزائري الذي لم ولن ينسى ما فعله على حساب صحته، مصلحته ومستقبله الكروي.
3 سعدان: من بطل قومي إلى محل جدل
ربّما هو الشخص الوحيد إلى جانب فخامة السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي بلغ الحديث عنه في ساحتنا الكروية رقما قياسيا مذهلا، سواء بالثناء والمدح أو النقد والإمتعاض، إنه “شيخ” المدربين ومهندس ملحمة “أم درمان” الشيخ رابح سعدان الذي صنع الحدث بشكل مميز ونال قسطا وافرا من حديث 36 مليون جزائري، صغيرا أم كبيرا، فيحسب له طيلة السنة أنّه قادنا للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا بعد غياب دام ست سنوات، بالضبط منذ دورة تونس 2004، ويحسب له أنه غيّر مجرى تلك المشاركة من بداية مخجلة إثر خسارة مذلة أمام مالاوي بثلاثية نظيفة إلى انتفاضة كبيرة بعد ذلك عندما فرض منطقه على منتخبات كبيرة كمنتخب البلد المنظم أنغولا ومنتخب مالي الذي يعجّ بالنجوم ومنتخب كوت ديفوار بدروغبا، ويحيى توري، وكالو وكايتا” ونجوم الآخرين، قبل أن يدفع منتخبنا ثمن تحيز الحكم “كوجيا” أمام مصر. وصنف إنجاز سعدان ضمن خانة الإنجازات الكبيرة، بما أن الجزائر وصلت المربع الذهبي الإفريقي بعد غياب عن هذا الدور دام عشرتين، كما نال الثناء والمدح لأن اسمه ارتبط مجددا بتواجد الجزائر في “المونديال” بعد غياب دام 24 سنة عن آخر مشاركة في “مكسيكو” سنة 1986، ورغم أن النتائج لم تكن جيدة وفي مستوى تطلعات الشعب الجزائري، إلا أن نجاحه في شلّ خطة الإيطالي “ فابيو كابيلو” وفي كبح جماح “روني، لامبارد” ورفاقهما، جعله يلقى الثناء والمدح من الجزائريين، كيف لا ومنتخبنا تمكن من فرض التعادل على منتخب كان مرشحا لنيل كأس العالم، كيف لا ومنتخبنا فرض منطقه أمام لاعبين ينشطون ضمن إحدى أقوى وأفضل بطولات العالم، وعوض أن يغادر بعدها سعدان من أوسع الأبواب، فضّل أن يواصل المغامرة، فانقلب عليه كل شيء، لأن عبارات المدح والثناء تحولت إلى نقد وهجاء، فصار الشخصية الأكثر جدلا وسط الجزائريين الذين تحولوا للمطالبة برأسه، فكان عرضة للسب والشتم في اللقاء الودي أمام الغابون بملعب 5 جويلية، قبل أن يدفع للإستقالة عقب لقاء تانزانيا بعد أن شتم مجددا، فوجد نفسه يغادر من النافذة بعدما تحول من بطل قومي قاد الجزائر إلى “الكان” و”المونديال” وقهر شحاتة ومصر، كانوتي ومالي، زامبيا ورونار، حاليلوزيتش وكوت ديفوار، إلى شخص يشتمه الصغير والكبير ويتنكر الجميع لفضله الكبير
على الكرة الجزائرية.
4روراوة: أعاد للكرة الجزائرية أمجادها.. ودخل في صراعات محلية
الحديث عن إنجازات سعدان والطريقة التي غادر بها، شبيه لما حدث لشخصية أخرى برزت بشكل لافت للإنتباه في هذه السنة، وصارت محلّ جدل في الوقت الراهن، إنه الرجل الأول على رأس الكرة الجزائرية محمد روراوة، الذي هو الآخر يحسب له أنه أعاد للمنتخب الوطني أمجاده الضائعة، بعدما كان المهندس لعودته إلى “الكان” والمهندس لعودته إلى “المونديال” بفضل ذكائه في التسيير، فالتاريخ لن يذكر سعدان، بوڤرة، زياني، صايفي وعنتر يحيي فقط، بل سيذكر على رأسهم أن رئيس “الفاف” كان المخطط لتلك الإنجازات، بل أن التاريخ سيذكر له أنه أول رئيس طبق الإحتراف في الجزائر رغم العراقيل التي واجهها ورغم الصعوبات الكبيرة التي تعترض نجاح القانون الجديد في أسرع وقت ممكن، لكن دوام الحال من المحال كما يقال، لأنّ أسهم الرّجل هبطت وهوت وسقطت سقوطا حرّا بعد “المونديال” على غرار ما حدث لسعدان، فصار متهما من العديد من الأطراف بالتحكم في التشكيلة وباستغلال منصبه لتحقيق أغراض شخصية، كما وجد نفسه مرغما على الدخول في صراعات مع رؤساء الأندية الهاوية، وفي حرب أعلنها عنه رئيس شبيبة القبائل محمد الشريف حناشي الذي اتهمه في قضية محاولة ترتيب مباراة الشبيبة أمام الأهلي المصري، فضلا عن الانتقادات التي طالته والكلام غير الجميل الذي قيل عنه عقب تصالحه مع رئيس الإتحادية المصرية سمير زاهر، إلى غيرها من الإتهامات التي صارت توجه للرجل من يوم لآخر من هنا وهناك، وإن كان روراوة قد صمد طيلة السنة تجاه كل الصعاب التي واجهها، إلا أننا لا ندري إن كان سيواصل صموده أمام الحملات التي قد يواجهها في السنة الجديدة.
5 بوڤرة: “ماجيك”.. صورة مثالية، كرة ذهبية وكثير من الأعمال الخيرية
وصلنا الآن إلى شخصية لم يثر حولها يوما أيّ جدل، بقدر ما نالت ولا تزال تنال الشكر، المدح والثناء، الأمر يتعلق بـ “الماجيك” مجيد بوڤرة الذي يعدّ حسب ما رصدناه اللاعب الوحيد الذي صبت آراء النقاد بخصوصه في خانة واحدة، وهي أنه الأفضل، الأروع والأفضل، فثنائيته مع فريقه الإسكتلندي “ڤلاسڤو رانجيرز” جعلته الأفضل وجعلته ينال الكرة الذهبية لـ “الهداف” و”لوبيتور” للمرة الثانية على التوالي، وهي سابقة في تاريخ الكرة الجزائرية، لأن صاحبها في مناسبتين متتالتين مدافع وليس مهاجما أو لاعب خط وسط، كما أن مردوده مع “الخضر” كان متوازنا وجيدا في كافة اللقاءات التي لعبها، سواء ودية أم رسمية، فضلا عن رفعه التحدي قبيل المونديال ودخوله في صراع مع الزمن عندما عالج في قطر حتى لا يفوت فرصة مساعدة الجزائر في “المونديال”، كما أن اسم اللاعب تردد كثيرا ضمن قائمة العديد من الأندية الأوروبية الكبيرة. وباعتراف الجزائريين فإن “ماجيك” كان بوسعه أن يلعب لـ “ليفربول“ ولفريق آخر من طينة هذا النادي الإنجليزي الكبير لما يتمتع به من إمكانات كبيرة، لكن القائم بأعماله الخاص ضيع عليه الفرصة وجعله يبقى لموسم إضافي في “ڤلاسڤو“، اسم بوڤرة تردّد أيضا بشدّة بفضل الأعمال الخيرية التي قام بها تجاه أبناء جلدته وبفضل زياراته المتكررة في كل فرصة تتاح إليه، حيث زار المرضى الصغار والكبار في مستشفيات الجزائر العاصمة، حجوط، قسنطينة، عنابة ووهران، ووعد بإنجاز مشروع ضخم يتمثل في مستشفى لمرضى السرطان، دون أن ننسى أنه اختير من طرف “الكاف” ضمن التشكيلة المثالية للقارة السمراء، ما جعله يلقى ثناء وحب كل الجزائريين واستحق أيضا أن يكون ضمن الشخصيات المؤثرة لسنة 2010.
6 حداد: “أبراموفيتش الجزائر“ مثال للإحتراف الحقيقي
عرفت سنة 2010 حدثا مميزا يتمثل في تحوّل بطولتنا الوطنية من بطولة هاوية إلى بطولة إحترافية... قرار اتخذه رئيس “الفاف“ محمد روراوة ورعته وأيّدته السلطات العليا للبلاد بغية المضي قدما بكرتنا نحو الأمام وإخراجها من دوامتها، ورغم أننا إلى حدّ الآن لم نلمس تغيّرا كبيرا لأن الذهنيات لا زالت هي هي وأبرز الوجوه التي ألفناها لم تتغير، وبطولتنا لا زالت تتخبط في مشاكلها وعنفها وسوء تحكيمها وتهوّر أنصارها، إلا أنّ شخصا وحيدا لفت الإنتباه إليه بالثورة التي أحدثها، ألا وهو رجل الأعمال ومالك شركة إتحاد العاصمة “علي حداد“ الذي اشترى الإتحاد بقيمة خيالية قيل إنها قاربت 70 مليار سنتيم... قيمة، حتى إن لم تغير شيئا في الإتحاد الذي تعد نتائجه حتى الآن مخيبة لآماله، إلا أنها قد تكفي لتكوين فريق قوي في المستقبل، مثلما كانت كافية كي يتحدث الجميع عن نفوذ هذا الرجل الذي كان معروفا عنه بالأمس القريب أنه رجل أعمال وفقط، فتحول في ظرف وجيز إلى شخصية معروفة على الساحة الكروية، إلى درجة أنه صار يلقب بـ “أبراموفيتش الجزائر“، فهل يا ترى سينجح مستقبلا في تكرار ما فعله “أبراموفيتش” الروسي على رأس “تشيلزي” الإنجليزي أم أنه أخطأ التقدير لما استثمر جزءا من أمواله في إتحاد العاصمة؟ الإجابة سنعرفها بعد سنوات قليلة من الآن.
7 جوزيف جاد: لبناني بروح وقلب جزائريين
قيل عن هذه الشخصية ذات يوم أنها جسد لبناني بقلب وروح جزائريين، إن الأمر يتعلق بجوزيف جاد المدير العام للوطنية للإتصالات “نجمة”، الذي ذاع صيته على الساحة الكروية بفضل المساعدات الكبيرة التي قدمها للأندية الوطنية، من خلال إشرافه على تمويل عدد كبير منها من جهة، وبفضل إشرافه على تمويل البطولة ككل بعد أن أطلق على تسمية بطولتنا ببطولة “نجمة”، فضلا عن أن الرجل رفع رهانا كبيرا رغم المخاطر ونجح في الأخير في رهانه. جاد آمن بالمنتخب وموّله بأموال طائلة وصرف من أموال شركته الناجحة الملايير، ودخل معركة لم يكن الفوز بها مضمونا في ظل المنافسة الشرسة من العديد من الشركات، لكنه عرف أين يضع أقدامه، لأن الإستثمار في المنتخب الوطني خلال هذه السنة كان مربحا بكل المقاييس بما أن “الخضر” سجلوا حضورهم في أكبر المحافل الكروية. الرجل أغرق “الخضر“ بأمواله، فصارت شركته رائدة ومن دون منازع لشركات الإتصالات والهواتف النقالة، واستحق هو الآخر بفضل ما قدمه لـ “الخضر“ والكرة الجزائرية ككل أن يكون ضمن أبرز الشخصيات المؤثرة في الساحة الكروية.