رغم أن الشعب الجزائري اندهش لعدم إقحامه ولو كبديل في لقاء “الخضر” أمام إفريقيا الوسطى مؤخرا، إلا أنّ مدلل “الكواسر” سابقا و«السطايفية” حاليا،
عبد المومن جابو رفض أن يضخم الأمور خلال الحديث الذي جمعنا به أمس في اتصال هاتفي، وأكد لنا بصريح العبارة أنّه “يحترم قرارات المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة
مهما كانت.. سواء أدرجني في كرسي الاحتياط أو بعث بي إلى المدرجات”، وفي رده حول ما إذا كان قد انزعج لعدم دخوله ولو لبضع دقائق في وقت كان الجميع يرى أنه قادر على تحويل مجرى المباراة عندما كانت الجزائر عاجزة عن الوصول إلى مرمى المنافس المغمور، أضاف “مموش” قائلا : “والله لم أنزعج إطلاقا، لأن المدرب هو من يقرر وأنا بصفتي لاعبا مطالب بأن أتقبل قراراته”.
“كنت أتمنى اللعب لكني أحترم قرارات المدرب”
وعمّا إذا كان يرغب في قرارة نفسه في الدخول، اعترف جابو بأنه حقا كان يتمنى اللعب والدخول من أجل مساعدة رفاقه، قبل أن يضيف: “أي لاعب يتمنى دوما أن يمثل ألوان بلده، وأنا من بين هؤلاء اللاعبين الذين يتمنون ذلك، رغبت في أن أقحم سواء منذ البداية أو في منتصف المباراة أو في فترة من فتراتها، حتى أقدّم ما جئت من أجله، وحتى أساعد رفاقي في تلك المباراة، إلا أن رغبتي لم تتحقق، لكن ذلك لم يزعجني إطلاقا لأني مطالب كما أكدت لك باحترام قرارات الشيخ”.
“أمامي فرص أخرى وستأتيني الفرصة لا مـحالة”
وبدا جابو متفائلا بالحصول على فرص أخرى في المستقبل سواء في اللقاء الودي المقبل أمام “لوكسمبورغ” أو مختلف اللقاءات الرسمية التي سيخوضها المنتخب الوطني ابتداء من لقاء المغرب خلال شهر مارس المقبل، وقال في هذا الصدد: “كل المستقبل أمامي، والفرص ستأتيني لا محالة اليوم أو غدا، وأنا مطالب بالصبر والعمل والتحلي بالجدية، حتى أنال ما أصبو إليه، عليّ أن أفرض نفسي في البطولة من جديد، وأن أعمل مع فريقي وفاق سطيف وأربح معه مباريات عدة في الأرجل، حتى يجدني المنتخب تحت تصرفه في أي وقت أستدعى فيه”.
“سنعوّض ما فاتنا في اللقاءات المقبلة”
وبما أنه لم يشارك في المباراة، فقد تفادى جابو الحديث عن مباراة إفريقيا الوسطى، وأسباب الخسارة التي تكبدها رفاقه، غير أنه لم يجد حرجا في الحديث عن المستقبل وعن بقاء حظوظ المنتخب قائمة في الوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا 2012 قائلا: “صحيح أن الخسارة مؤثرة للغاية، إلا أن حظوظنا في التأهل لا زالت قائمة بما أن الفارق بيننا وبين الأول لا يتعدى الثلاث نقاط، وهو أمر من السهل تداركه في المباريات المقبلة التي سنلعبها من أجل الفوز بها جميعا، وهذا ليس بالأمر المستحيل على منتخبنا القادر على رفع التحدي في أوقات الشدة والصعاب”. وعمّا إذا كان يرى أن التأهل سيلعب في لقاءي الذهاب والإياب أمام المنتخب المغربي قال جابو : “مصيرنا سيلعب في هذين اللقاءين ولذلك علينا أن نحضّر لهما كما ينبغي، فلو نتخطاهما بسلام سوف نعود بقوة إلى السباق ونقول كلمتنا في نهاية المطاف”.
سعد كثيرًا بزيارة “الكواسر” له في طنجة
ومن الصدف أن حديثنا مع جابو تزامن وحدثا سارا أسعده كثيرا صبيحة أمس، لأن اللاعب حظي بزيارة مفاجئة من طرف أنصار فريقه السابق إتحاد الحراش، الذين تنقلوا إلى حفل زفاف أحد أصدقائهم في الحي الشعبي الذي يقطنه جابو بطنجة، فأبوا إلا أن يتصلوا بجابو لطلب ملاقاته، وهي الزيارة التي أسعدت اللاعب كثيرًا حسب ما أكده لنا في اتصالنا الهاتفي الذي جمعنا به، وجعلته يتنقل بسيارته الخاصة من مقر سكناه إلى المكان الذي يتواجدون فيه بنفس الحي، ولبى جميع طلباتهم بالحديث إليهم، والتقاط صور معهم واحدا واحدا، وهو أقل شيء استطاع تقديمه إلى ضيوف الذين قال عنهم أنهم “عزاز عليه” كثيرا.
طالبوه بعدم مواجهة الحراش حبًا فيها
حديث الأنصار الحراشيين مع جابو لم يقتصر على تجربته الجديدة مع المنتخب ولا عن ذكريات الماضي الجميل مع اتحاد الحراش في الموسمين الماضيين، بل أنه طال المستقبل أيضا، إذ وفي طلب فريد من نوعه ترجى “الكواسر” الذين فاق عددهم 20 مناصرا جابو ألاّ يواجه الحراش في الجولة الرابعة من البطولة، مؤكّدين له أنهم لن يحتملوا رؤيته وهو خصم لهم، ولو أن الأمر يتعلق بالفريق الذي تربى وترعرع فيه، ولا يمكن أن يروه وهو يعبث بلاعبي الصفراء، وهو الطلب الذي أضحك جابو كبيرا وجعله يتأكد أن “الكواسر” يحبونه كثيرا ولم ينسوه رغم رحيله عن فريقهم.