أرقام هجوميـة متواضعة في العام الجديد تفـرض طرد النحس ومُصالحة الجزائريين!
يتجدد الموعد سهرة اليوم الجمعة مع مباراة أخرى لـ “الخضر”، هذه المرة في تصفيات كأس أمم إفريقيا وفي أول مباراة، حيث يستضيف المنتخب الوطني نظيره التانزاني (المرتبة 111 عالميا) في فرصة من ذهب لأجل تحقيق أول فوز في المجموعة،
وإعادة الأمور إلى نصابها بخصوص الخط الهجومي..
الذي سجل أرقاما ضعيفة جدا منذ دخول العام الجديد، وهي فرصة -دون التقليل من قدرات المنتخب التانزاني- لأجل موزانة الأمور وإعادة المياه إلى مجاريها من خلال مصالحة المهاجمين مع الشباك، فضلا عن طرد النحس الذي يُطارد المنتخب وبعض اللاعبين بالتحديد.
6 أهداف فقط في آخر 13 مباراة نصفهـا سُجّل فـي لقـاء واحد!
معروف أن “الخضر” منذ تأهلهم إلى كأس العالم، فقدوا كل أسلحتهم الهجومية وصارت قدراتهم في هذا الجانب مشلولة، والأرقام وحدها تتكلم بنفسها، حيث تقول إن المنتخب الوطني في العام الجديد، وفي 13 مباراة كاملة لعبها، لم يُسجل سوى 6 أهداف، نصفها كان في مباراة كوت ديفوار في كأس إفريقيا، ما يعني بلغة أخرى تسجيل 3 أهداف فقط في 12 مباراة كاملة (بعدم احتساب لقاء منتخب كوت ديفوار)، هدف كان عن طريق ركلة جزاء أمام الإمارات، وآخر عن طريق كرة ثابتة وتحديدا مخالفة أمام مالي في كأس أمم إفريقيا، والأخير كان في مرمى الغابون في المواجهة الودية الأخيرة وحمل توقيع جبور، وخلال هذه الـ 13 مباراة لم يسجل المنتخب الوطني إلاّ في مناسبات 4، وصام عن التهديف في 9 مباريات وهي أرقام لا تحتاج إلى طول تعليق.
الجرأة الهجومية أكثر من ضرورية لأن فـارق الأهداف مهـم جـدا
هذه المعطيات تجعل من لعب ورقة الهجوم أكثر من ضروري، وكان أنصار المنتخب الوطني استحسنوا تصريحات المدرب الوطني رابح سعدان الذي على غير العادة أكد في الندوة الصحفية قبل أيام أنه سيدخل من أجل أن “يدقدق” منتخب تنزانيا، وهي نبرة التصريحات التي لم يعتادوها من مدربهم، متمنين أن تكون رسالة مفادها أنه سيلعب ورقة الهجوم، ولا يكتفي بالتحفظ خاصة أن فارق الأهداف مطلوب في التصفيات، باعتبار أن انسحاب المنتخب الموريتاني من التصفيات، يجعل فريقين فقط من أصحاب المرتبة الثانية يتأهلان وليس 3، وهي مغامرة غير مضمونة لأن المطلوب هو التأهل في المركز الأول، والتركيز على فارق الأهداف، ولم لا تصدر المجموعة من البداية ومن أول جولة، بالفوز بنتيجة أعرض مما سيحققه المنتخب المغربي.
“الخضر” لم يفوزوا بفـارق هدفين منذ 15 لقاء وبـ 3 أهداف منذ عامين وشهريـن
وإذا كانت حاجة “الخضر” كبيرة إلى تسجيل الأهداف، فإنه وجب التذكير أن المنتخب الوطني لم يفز بفارق كبير ومريح بـ 3 أهداف مثلا منذ لقاء 6 جوان 2008 أمام ليبيريا في البليدة (3-0)، وهي فترة زمنية طويلة، كما لم يفز زملاء زياني بفارق هدفين خلال 15 مباراة متتالية (آخر فوز بفارق هدفين كان أمام رواندا)، وبما أن آخر الإنتصارات العريضة كانت في البليدة فإن هذا ما يعطي الأمل أن يكون عاملا معنويا في صالح اللاعبين للتحرّر وهم الذين يحتفظون بذكريات رائعة في تشاكر، منها الإطاحة ببطل إفريقيا منتخب مصر وقهره بنتيجة (3-1).
العودة إلـى سلاح الكـرات الثابتـة ولـم نُسجل من ركنيـة منذ زمن
وإذا كان المدرب الإيطالي كابيلو نفسه -مدرب منتخب إنجلترا- قبل كأس العالم صرح أنه يعرف أن المنتخب الجزائري معروف بكونه يستغل جيدا الكرات الثابتة، فإن “الخضر” ضيعوا هذه الميزة ولم يسجلوا في 13 مباراة سوى هدفا واحدا من مخالفة (دون الحديث عن ركلة الجزاء التي سجلها زياني أمام الإمارات)، حيث غابت الحلول من هذه الناحية ولم تعد تشكل المخالفات خطرا كبيرا على دفاعات المنافسين، كما أن المنتخب الجزائري لم يسجل من ركنية منذ زمن طويل، وإذا كان المبرر نوعية المباريات التي لعبها الفريق الوطني في المدة الأخيرة بمواجهته كلا من منتخبات إنجلترا، أمريكا، إيرلندا، صربيا ومصر وغيرها فإن بقاء الأمور على حالها يبقى غير مبرر تماما أمام المنتخب التنزاني.
غزال لأجل كسر نحس 14 لقاء دون هدف
وسيبحث بعض اللاعبين عن تسجيل الهدف الأول لهم منذ مدة طويلة، كما يريد آخرون مصالحة الشباك لأنهم لم يسجلوا منذ عدة لقاءات، والبداية بـ غزال الذي مر بنحس شديد في المدة الأخيرة، حيث لم يسجل في 14 مباراة متتالية أي منذ 11 أكتوبر 2009 أمام روندا، وهي المباراة التي عرفت آخر هدف لبلحاج أيضا، في حين يعود آخر هدف لمطمور إلى لقاء كوت ديفوار يوم 24 جانفي، وهو الشأن نفسه لبوقرة، أما حليش فقط سجل يوم 14 جانفي الماضي أمام مالي، وزياني يوم 5 جوان في شباك المنتخب الإماراتي في ألمانيا، في حين آخر هدف سجله جبور كان في شباك منتخب الغابون يوم 11 أوت الماضي.
يبــدة، زيايـــة وبودبــوز بحثا عن أول هدف دولي
من جهتهم سيبحث لاعبون آخرون عن تسجيل أول هدف لهم مع المنتخب الوطني، لأن الأمور لم تسر كما تمنوه في المباريات السابقة، وقد تكون فرصتهم، أو فرصة أحدهم لأجل توقيع أول هدف دولي، لاسيما زياية الذي يوجد في لياقة جيدة في فريقه، بالإضافة إلى بودبوز المتعوّد على التهديف في البطولة الفرنسية، يضاف إلى هؤلاء حسان يبدة صاحب القدرات الهجومية الجيدة، والذي يُجيد مساعدة زملائه، وحتى الوجه الجديد ڤديورة الذي يمكن جدا أن يكون أساسيا يبحث عن أول هدف له باعتبار أنه يملك قدرة كبيرة على القذف أظهرها في فريقه الإنجليزي ولفرهامبون.
المهاجمون في أفضل حال مع فرقهم وبدايتهم كانت مبشّرة
المؤشر الإيجابي الآخر الذي يبشر بحل العقدة الهجومية وهو ما يأمله عشاق المنتخب الوطني هو تواجد المهاجمين في أفضل حال في أنديتهم بالمقارنة مع أي وقت مضى، حيث لعب غزال مباراة كبيرة أمام جوفنتوس ومعنويا هو في أفضل أحواله، يضاف إليه زياية الذي سجل 3 أهداف مع اتحاد جدة في 4 مباريات كلها بالقدم مؤكدا أنه هداف كل الوضعيات وليس فقط اختصاصيا في الرأسيات، في حين بدأ جبور موسمه في آيك أثينا بتسجيل ثنائية جميلة، تجعله متحرّرا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنه سجل الهدف الأخير لـلمنتخب الوطني. معطيات بالأرقام تؤكد أن الأمور ستكون صعبة، وتحتاج إلى تظافر جماعي ومساندة، فضلا عن دعم كبير من الأنصار لأن تسجيل هدف واحد يمكن أن “يجيب معاه الخير” ويحرر اللاعبين ويعيدهم إلى طريقة اللعب التي يحبذها الجزائريون وهي طريقة اللعب الهجومية التي تميل إلى الاندفاع الأمامي والإمتاع.