تسافر مع شعاع الفجر .. من بين خيوط الشمس تخط شوقها … ترسم بدموعها حنان الوفاء … تستل قلبها من بين الضلوع لتلقي به إليه عشقاً … وتذوب مع بسماته أحلامها … لتستقر بين الفؤاد .. تمسك النجوم لترصع بها صدره قلادة حبُ .
بين انهار جسدك استلقي علي ضفافه … سادلة خصال شعري الذهبية علي أكتافك … مبحرة فوق سطح ماءك … لأعبر معك المسافات … واستلقي بين جراح البُعدُ لأستريح من عناء رحلة الزمان .
إليك آتيت قديسة لا يقتحم ثغر شوقها سواك ، ولم يصلي في محرابها غيرك … صلاه ترنم بين عينها بخشوع …. فارساً ترجل عن صهوة جوداه ، ليغزو بسهام عشقه حصون قلبي .. ويستعمر بطيفه أنياط خجلي . ترجل فارسي بثوب حبه تحت أفياء ذراعي …. وأنتظره مع كل مغيب لأبحر إليه بقصيدتي … وأغني معه أغنية لحنها شوقُ … فأهرول باحثة عنك لأرسم علي شفاك قبلة … لهفة وحنان …. وفجأة تصفعني بغيابك … وتتحول أنوار البدر لليلة قاحلة جرداء .. يكسوها كحل السواد .. وتهجرها طيور الكناري ذات الألوان المزركشة بلون الورود …. إليك … أمسكت قلمي أنا المشردة في أزقة الشتات .. وبين حواري الفراق … باحثة عن وطنٌ أستريح بين أضلعه من الركض في كل الاتجاهات … باحثة عن عنوان … وأمان …..
أنت وطني الذي أسميته بكل الأسماء … وطن عشقته بلا حياء … وطنُ علمني أن الحياة عبثً إن لم تستلقي بها علي ضفاف محبوباٍ عاشقا ً .
فارسي … الذي أخشي البوح إليه … بأنني لا أجيد زخرفة الكلمات .. ولا أهوي كتابه قصائد العشاق بين أذرعه … فأسافر معه حيثما شاء … لا أحمل حقيبتي المدرسية المليئة بمدونات جوفاء صماء … أبحث عنه بين النجوم … عن إهداء .. وبين الكواكب عن قمر تاه ….
سافرت إليك …. من بين الوديان … وصحاري الآهات … حملت قلبُ حائر لا يملك سوي نبضات شوقُ وحبُ وعشقُ ….وفؤادُ عذبته لوعة المسافات ….