سفير الحب مراقب عام
الجنس : عدد المساهمات : 2138 النقاط : 2664 السٌّمعَة : 5
العمر : 33 تاريخ التسجيل : 10/04/2010 MMS :
| موضوع: .. فلسفة وجود النار .. الأحد أغسطس 01, 2010 5:28 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم .. اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعداءهم ..
.. فلسفة وجود النار ..
قال تعالى (فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ) كما تعلمون بحثنا لعدة سنوات عن أصل ( المعاد ) . تحدثنا في أبعاد هذا الأصل , بدأنا في الحديث عن الموت والبرزخ ثم مواقف القيامة ثم الشفاعة وانتهينا لموقفين بحث القيامة (جهنم) هذه السنة والسنة القادمة بإذن الله البحث الأخير المتعلق بهذا الأصل وهو الجنة . البحث بشكل إجمالي نتحدّث فيه عن النار , فلسفة وجودها وآثارها , كم باب وأسمائهم , عذاب النار الجسدي والمعنوي , طبقات النار وما هي الذنوب التي توجب دخول النار. تعريف النار : النار هي حفرة عظيمة عميقة تتجلى فيها أصناف العذاب وغضب الله وهي مأوى الظالمين وعقوبة إلهية . قبل التحدث عن جزئيات هذا المكان ندرج تساءل : هل الجنة والنار موجودتان فعلا أم أنهما سيخلقان يوم القيامة ؟ هناك طائفتان : الطائفة الأولى : تقول أن الجنة والنار بالفعل مخلوقتان وهذا ما يذهب إليه الفلاسفة , وهو قول أكثر المذاهب . الطائفة الثانية : تقول الجنة والنار ستخلقان بالقوة يوم القيامة ( قالت به المعتزلة وفرقة من الخوارج ) . طبعا لكل صاحب نظرية دليل قرآني وروائي عقلاني ليوصل نظريته , سندرج دليل الطائفتين ومن ثم سنفند أدلة الطائفة الثانية . أدلة الطائفة الأولى : دليل القرآن : ( اتقوا النار التي أعدّت للكافرين ) . كلمة أُعِدّت بصيغة الماضي , و يقول أهل اللغة صيغة فعل الماضي يدل على التحقق والانجاز , وإن قال بعضهم أنه يستخدم للتأكيد كي يفنّد الاستدلال إلا أن أكثر المفسرون قالوا بأنه يُستخدم تعبيرا عن تحقّق الشيء . دليل قرآني آخر ( كلا لو تعلمون علم اليقين لتروّن الجحيم ) مورد الخطاب في الآية الشريفة للإنسان في عالم الدنيا . كيف للإنسان أن يرى النار وهو في الدنيا ؟ الآية تقول نعم ممكن ذلك , إذا وصلت لمرحلة عين اليقين أي ترى الأمور بعينها . الإنسان يملك حواس خمس ظاهرية ويملك حواس معنوية باطنية , ومرحلة اليقين تأتي بعد تهذيب الإنسان الحواس الخمس الظاهرية . الأدلة الروائية : يقول الصادق (ع) : ( ليس من شيعتنا من أنكر أربعة : المعراج , المسائلة في القبر , الشفاعة , خلق الجنة والنار ) . الرواية واضحة ولا تحتاج إلى تأويل . رواية أخرى : يسأل الهروي الإمام الرضا (ع) : هل الجنة والنار مخلوقتان ؟ فيجيبه الإمام (ع) : نعم وإن رسول الله قد دخل الجنة ورأى النار لما عُرِج به للسماء فمن أنكر خلق الجنة والنار فقد كذّب النبي (ص) . أدلة الطائفة الثانية : دليل القرآن : يذكرون دليلين لينفي الأول الآخر . يقول تعالى ( أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد بها المتقون ) . الله تعالى يوصف الجنة بالخلود أي خلقها الله للخلود . إذن إذا كان الله خلقها يجب أن لا تزول . ويقول تعالى ( كل شيء هالك إلا وجهه ) الله وصف الجنة بالخلود والآن الآية تقول كل شيء يهلك إلا الله فهذا يحتاج إلى أن تزول الجنة , مالحكمة إذن من أن يخلق الجنة والنار الآن . الجواب : الآية الثانية تشمل عالم الدنيا والطبيعة ولا ينطبق هذا الحكم لعوالم منفصلة عن الدنيا والطبيعة . دليلهم العقلي : إن الله يتصف بالحكمة بالحكمة , فلماذا يخلق جنة ونار لا نحتاج لهما الآن ؟ فيقولون لا مصلحة لخلقهم الآن . الجواب : عدم إدراكك وجهلك بوجود المصلحة لا يجوّز لك أن تقول بعدم المصلحة , قد تكون لها أبعاد ومصالح أنت غافل عنها فلا يحقّ لك أن تنفي المصلحة . عقلك لا يدرك الكثير من الحكم والمصالح الإلهية , لذا لا يجوز لك القول والحكم بعدم وجود المصلحة . هنا نصل لنتيجة وهي قول أكثر المذاهب إن الجنة والنار مخلوقتان . سؤال ثاني : أين مكان الجنة والنار ؟ اختلف العلماء وأوجدوا نظريتين : نظرية آية الله السبحاني : متى نقول أين ؟ عند السؤال لمخلوق في الزمان والمكان (موجود). لكن الجنة والنار عالمان مستقلان عن عالم الدنيا , إذن من السذاجة أن نسأل (أين) لشيء غير موجود في هذا العالم . نضرب مثال للتقريب : لو سألتك 2+2 كم تساوي ستجيب أربعة , هذه المسألة في علم الرياضيات ولكن أين مكانها ؟ مكانها العقل وليس في كتاب الرياضيات لأن الكتاب صورة لفظية لذلك العلم . حقيقة العلم أين مكانها ؟ العلم موجودات مجردة فلا أستطيع أن أقول للشيء المجرد أن مكانه . العلم ليس ظرفه وآنيته الجسد . فلهذا ينتقل الإنسان بعد الموت لعالم آخر . لو الإنسان يكون نابغة زمانه و لا يطبق علمه سينتقل للعالم الآخر وهو جاهل ولن ينتقل معه علمه بعد موته . لأن المصطلحات والنظريات بدون تهذيب وأخلاق وتزكية حدّها لحافة القبر . لو تؤلف كتاب في التوحيد ولم تعيش حقيقة التوحيد في وجودك حياتك فكرك قلبك , لن ينتقل معك في قبرك . النظرية الثانية : آية الله مكارم : لماذا لا تقول ان الجنة والنار في باطن هذه الدنيا ؟ مثال للتقريب : لو ترى الوردة في نفس الوقت ترى شيئين واحد في الظاهر والآخر في الباطن , ففي الظاهر ترى وردة وفي باطنها ترى ماء الورد . إذن لا مانع أن ما نراه في الظاهر يحوي عصارة عوالم أخرى لكن الإنسان مقيّد بعالم الطبيعة . لا يدرك هذه الحقائق , بعد الموت يراه ( فرفعنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) . مثال آخر : عالم الجن موجود , ولكن كل مجموعة تعيش عالمها الخاص . أيضا مسألة الذبذبات والأقمار الصناعية عالم عجيب من يستطيع أن يجد أين هذه الذبذبات , نحن لا نستطيع رؤيتها بالعين و لا نلمسها و لا نجذبها إلا بأدوات خاصة دقيقة . أيضا مثال أقرب : جاران أحدهما يشاهد في التلفاز قناة بها حفل وفرح فيعيش حالة من السعادة , وآخر يشاهد قناة تعلن عن الحروب والدمارفيعيش حالة من الاكتئاب والحزن . لماذا لا نكون كذلك نعيش عالم الجنة والنار في الدنيا ؟ أكثر العرفاء يذهبون لهذا القول . لو نضرب مثال أقرب : الإنسان حين يجري عملية جراحية كي لا يشعر بالألم يعطيه الطبيب مخدّر , هذا المريض يتعذّب لكن بسبب هذا المخدّر أوجد حاجز فلم يشعر بالتعذيب , ولن يشعر بالألم إلا بعد ارتفاع هذا المخدّر . الكافر هكذا الآن يتعذّب لكن الشهوات والشياطين تخدرّه , بعد الموت يُرفَع هذا التخدير فيشعر بالعذاب طوال هذه السنين . كذلك حال المؤمن . يقول تعالى (كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) ويقول تعالى ( وان جهنم لمحيطة بالكافرين ) . الفعل مضارع يدلّ على الاستمرار . إذن الإنسان بعمله يعيش بنار تكويه أو جنة تنعمّه . مواقف تاريخية كدليل : النبي موسى عليه السلام لما آمنت به السحرة كشف عن بصيرتهم وأراهم منازلهم في الجنة كي يخفف من تألمهم بعذاب فرعون . أيضا الإمام الصادق (ع) خاطب بعض أصحابه الشيعة الخلّص : أتريدون أن أريكم حوض الكوثر ؟ فكشف عن بصرهم فرأوا منازلهم والحور العين . كذلك أصحاب الحسين (ع) أراهم منازلهم في الجنة . لكن مواقف الإمام لا تأتي إلا بعد الاختبار والابتلاء . الحسين (ع) أراد أن يمحّص أصحابه لأن طريقه ليس سهل , من في نفسه شوائب لا يريده الحسين , بل يريد الصفوة (كذلك أصحاب الحجة ) قال لهم (ع) : القوم يريدوني , لا توجد غنائم بل حتى ما عندي سيسرق , أنا سأذبح , قال ذلك ليصفّي نفوس أصحابه . وفعلا ترك بعضهم الإمام (ع) , وبقي القليل هم من عرف الإمام وهم عشّاقه الحقيقيين . وفي ليلة العاشر أراهم (ع) منازلهم في الجنة , لأنهم لم يأتوا عشقاً للجنة بل عشقاً للحسين , بعضهم يقول : لو أقتل وأسلب وأحرق لا يساوي شيئا في سبيلك يا حسين . الحسين سلام الله عليه أرى أصحابه منازلهم في الجنة وأزال الغربة عن قلوبهم . لكن أنت يا ابن رسول الله من الذي أزال الغربة عن قلبك هذه الليلة ؟ أليس القريب هو دفء حضن الأم ؟ كان (ع) يحتاج لحضن صدر أمه الزهراء , يحتاج لذلك الكف لذي يربّت على كتفيه . نريد أن نبدأ بالزهراء فهي صاحبة المصيبة . يروى أنه لما أخبر الرسول (ص) فاطمة بما يحصل على الحسين بكربلاء سألته : هل أكون موجودة ؟ فقال (ص) : لا أنتِ و لا علي . فقالت : من يقيم العزاء على ولدي ؟ فبشرّها الرسول بقوله : هناك شيعة تبكي , تلطم , تدمع على ولدك – نعم يا فاطمة إن نساء أمتي يبكون عليه –
نسألكم خالص الدعاء ولكم مثله | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: .. فلسفة وجود النار .. السبت أغسطس 28, 2010 4:23 am | |
| |
|
hanane مشرفة
الجنس : الهواية : الموقع : تلمسانية و افتخر عدد المساهمات : 1419 النقاط : 1540 السٌّمعَة : 4
العمر : 28 تاريخ التسجيل : 06/05/2010 MMS :
| موضوع: رد: .. فلسفة وجود النار .. الثلاثاء أغسطس 31, 2010 3:00 pm | |
| | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: .. فلسفة وجود النار .. الثلاثاء أغسطس 31, 2010 3:23 pm | |
| مشكور أخي حسام على المجهود |
|
???? زائر
| موضوع: رد: .. فلسفة وجود النار .. الإثنين سبتمبر 06, 2010 6:15 pm | |
| جزاك الله خيرا اخي حسام
بارك الله فيك
في انتظار مايبوح به قلمك من مواضيع مفيدة
تحياتي لك |
|
سفير الحب مراقب عام
الجنس : عدد المساهمات : 2138 النقاط : 2664 السٌّمعَة : 5
العمر : 33 تاريخ التسجيل : 10/04/2010 MMS :
| موضوع: رد: .. فلسفة وجود النار .. الثلاثاء سبتمبر 07, 2010 11:11 am | |
| | |
|