لم ينتظر ان تكمل صراخها .......تمايل نحوها وبكل وحشية مزق عنها .........قطع ثيابها المتناثرة تروي حكاية عشقها....اعادت شريط حياتها،وحينها فقط فهمت جملة لطالما كان يرددها:ٌحنين انت ملاذيٌ...ومن وقع صدمتها عجزت ان تمنعه عنها..وكانها رضيت لنفسها ما جنته يداها،قاومته...صرخت...فلم يجد الصراخ ولا العويل فان مال قلبي ولو قليل فاني حتما ساميل ان شئت ذاك او استميل....رفعت من صوتها ،ولكن هيهات ان يسمعها احد ،توسلت اليه،استعطفته،
وهو لا يسمع ...وهل رايت يوما عبد شهوة بقمة صخبه سمع همسة....فعلى ما فرطت حنين يا حسرة فلا صان شرف من جهل قبلة....ويمد اليد تلو الاخرى فطال العابها المحفوظة مذ سنين...حطمها.............دنس عذرية طفولتها الممزوجة ببراءة نظراتها،وهنا دعاها للعب...هيا نلعب...ضحكت من حماقة ايامها....لم ينتظر ان تجيبه...سقط المتاع واللذة....اما يريده ادم هذا؟ تساءلت .....حكم سلطان الشهوة...هكذا عايشت الموقف....اصيبت بالجنون وهي ترقب وحشيته تطالها ،تصرخ.... لما عدت ....تدفعه... لا جدوى...استسلمت ...واكتفت بمشاهدة انعكاس صورتهما على المرآة ...لم يدم الامر طويلا...غادرها بعد ان قضى منها...رفعت راسها بصعوبة لترى معالم جسدها الملوثة بدماء الفاحشة...نظرت بالسقف...انها تعرف هذه الغرفة...لطالما سهرت ليالي من اجل صناعة اشياء جميلة لتزينها بها...فقد كانت تلاحقه في كل مكان تساله عما ينقصه...لم يعد يهم الان هي ترى انه قد اخذ كل شيء...دمى صغيرة من خيوط صوفية_كانت قد اهدتها له-تتارجح فوقها...وهاذي بقايا ورودها الحمراء ذبلت وجفت فتساقطت حول رسائلها المربوطة بشريطها الحريري...من اجله...في كل زاوية وجدت بصمتها،هنا وهناك...احست ببرد يخترق جسمها...هناك بالقرب منها تمد يدها المرتجفة تبحث عن بعض ما تبقى من ثوبها الابيض مسدلة الستار على ايام عفتها ...علها تستر ما تبقى منها....مزيد من احساس البرد يغزو مشاعرها...لابد انها الالواح الممددة عليها ،الواح الشجرة الشاهدة على...خجلت ان تدعوه حبا....بل عار اسكنه احشاءها ....مقابل حبها_ضريبة دفعتها وحدها-بينما الارباح عائدة الية....مقابل اخلاصها ووفائها ....تلقى المحبة بين اكفان تهدى اليها بشتى الوان ....وصمة عار بجوفها...الم ندم وبقايا احزان ،لم تتحمل الامر ...بحثت عما تريده بارجاء الغرفة....سحبت حقيبتها الجلدية بوهن....بعد مدة يعود...يدفع الباب...دفعة تزلزل رق الحياة...علها نوبة جنون او مجون اخرى......ربما لم يكتفي بقتلها مرة واحدة ....بل فضل ان يتفنن في ذلك...ودخل مسرعا....تباطئت خطواته...هناك على مقربة من المدخل تيبس...لم يجدها على الالواح تنتظره ....كما توقع وطمع....فصدم متوحش الغاب بصيده كيف غاب....لابد انها غادرت ولكن كيف فما للغرفة من مخرج اخر...حتما هي هنا...يحدث نفسه...لا انها في مكان ما...بخطوات مثقلة نحو الالواحيترقب المكان برهب...بكثير من فزع وقاحته يستطلع....لابد انها هربت...لم يطل تفكيره حتى.......سمع صوتا خفيفا وكانه....وكانه حبيبات مطر....متساقطة ببطىء....وقعها يرن بسمعه...تملكه الذعر...تقدم مسرعا...كاد الانزلاق شيء لزج يعيق حركته ...نحو الارضية ينظر.....فاذا به صباغ احمر...لا بل دم...لم يتقبل الامر....تتبع صوت الارتطام الخفيف ....فاذا بحنين على الجانب الاخر من الالواح ملقاة...مائلة الراس...وقد رسمت دمائها النازفة بركة...لم يدرك شيئا حينها ...شيء ما يلمع...وسط الدماء...لابد انه مابحثت عنه... لابد انه سبب....لابد انه ما انهت به حكايتها بل حياتها ....يمد يده ويدنس اخر قطرات من دمائها ....تفآجأ ...انها القلادة الفضية التي اهداها لها في عيد حبهما الاول...ما زالت تحتفظ بها للساعة...تجرع مرارة الندم...ولكن ما الفائدة...تامل ملامح وجهها الساحرة...تحسس وجهها بكلتا يديه...انه بارد كالجليد...نزع عنه سترته وغطى بها جسمها النحيف....ليخفي ما خلفته وحشيته من معالم....نظر نحو البركة الحمراء كرة ثانية فيكتب مفارق جسدها صدفة وبخط واضح كلمة :احبك....لم يستطع تحمل اللحظة....اشاح وجهه عنها...مشى بعيدا عنها...قاده مجرى الدماء نحو المرآة....هناك توقف حيث راى انعكاس جريمته على الواقع....لم يتحرك ....صوت ساعة الحائط...دقات متتالية....كحسراته.....عاد نحوها ...اقترب من الالواح، لمح كتابة بخط متقطع كتب باحمر شفاه كانت قد ابتاعته خصيصا لتتزين به يوم قدومه........هناك على الالواح قرأ: ٌهنا ودعت اماليٌ