المرأة ومكانتها
المرأة
إن المرأة ركيزة المجتمع، فهي أم و الأم مدرسة، و هي البنت و الأخت و الزوجة، و ما من رجل عظيم في الأمة إلا و وراءه امرأة، و لكن كانت هذه المرأة في القديم، ترتدي لباس الذل، و تنام تحت جناح ظلم الرجل، و تشرب كلام القهر و تأكل منه، فلا طالما وئدت ولا ذنب لها، و لا طالما زوجت بلا علمها، و كم احتقرت على مدى السنون، و عاشت رغم كل هذا دون هدف لها، أو معنى تسعى لأجل تحقيقه، فقد كانت تحيى في عالم العدم، و لكن إذا خمد البركان قرون و قرون يأتي زمانه ليثور و يعلن عن انفجار يشهد له التاريخ، و حقا... وقفت المرأة و نفضت التراب على نفسها، و تيقنت أنا لم تخلق لكي تنفذ رغبات الرجل فحسب، فكما تقوم بواجباتها لا بد أن تحضى بحقوقها كاملة، فمشت في طريق كله وعار و أشواك و كلاليب عرقلتها على الوصول إلى هدفها الطاهر، فبالرغم أن الرجل قد أوقد في طريقها أعاصير وعواصف و لكنها لمست صوب هدفها، فتوقفوا عن وأدها و هي حية و خطوة بخطوة تقدمت نحو الرجل لتأخذ منه حقوقها واحدا فالأخر.
و قد حققت مكانة تفخر بها الآن كل امرأة في الوجود، و لكن و في رأيي أنها مهما تحقق المرأة من انجازات لن يعترف الرجل أنه و هي في طبقة واحدة من المساواة، وسيظل دائما يتهمها أنها طلبت أكثر من حقها، و بأنها تخلت عن أنوثتها، الأنوثة التي يطالب بها الآن و في القديم هو من شطب على أسطرها، و لكن إذا ذهب الرجل ذهبت المرأة، إذا ذهب الرجل ذهبت المرأة، فما الذي يدفع المرأة إلى الصراخ ذرعا عن حقها لولا تعسف الرجل و احتقاره لها، و ما الذي يدفعها إلى الدخول في ميادين كانت حكرا عليها سوى ازدراء الرجل بها و تخنثه، فليس الرجل من يضع المرأة تحت جناح الذل و العذاب، و إنما الرجل من يعرف سر مفتاح صندوق المرأة، فيحسن معاملتها و يعطها حقها ليحفزها على القيام بواجبها، فما إن يفتح صندوقها حتى يجب بداخله أنوثة و عفة كان بساه عنها، فيا أيها الرجل، يا من دار بك الزمان فأصبحت تعمل عند امرأة بعدما كنت ترفض خروجها من منزلها، يا من لعبت بك الأقدار فأصبحت تعيش في بلد ترأسه امرأة بعدما كنت تناقص حرية تعبيرها عن أتفه شيء، أقول لك، لا تستغرب مما تفعله المرأة اليوم، و لكن ترقب ما ستفعله في الغد إن طغوت عليها، ففي القديم استخدمت الضعف فتجبرت عليها، فما لها سوى القوة حتى تثبت وجودها بعدما كانت تعيش في عالم العدم، فانتظر أرصاد مستقبل تقوم بنهضته هي، فالمرأة بحر الكل يأخذ منه و هو لا ينهل من أي نهر
انتهى....
بقلمي
أميرة النائمة