حبيبي الأسمر
حبــــيـــــبي الأسمر
عشت حياتي والحنين يقلبني بين الواحد والآخر
لم أتصور أنني يوما على أحدهم سأستقر
كان معي صباحا و مساءا و فيه أبدا لم أفكر
حتى ذلك اليوم الذي سلبني الحلاوة و منحني المرر
حدقت وقتها إلى عينيه و شوقي فيهما انحصر
لؤلؤتان تغزران حلاوة و مالكهما أسمر
فمه رقيق قليلا ما يتبسم ويصنع رحيق الزهر
سلبني روحي وعقلي خلسة ومنحته أنا كل العمر
منحته حبي و أيامي ومنحته أيام السهر
أحببته بحرارة تستطيع صهر الجمر
فشوقي له لا تقدر إطفاؤه مياه البحر
كنت أحضن أبعد النجوم إذا قالا فيك نظر
رغم أنني لا أعلم نظرة حب كانت أو نظرة بها يحتقر
ولكنني أكتفي بدفئها لأناجي معها ضوء القمر
عشت على همساته الحنونة ولكلماته قلبي افتقر
كان بعناده و صمته يضربني و أنا بحبي له أشهر
حتى نطق وصدمني بكلمة توقف النبض المستمر
نمت على الحيرة وشربت العذاب و أكلت منه المرر
أركبني في مقعد الحزن و به دفعني و دور
حطم أمال قلبي فيه و حطم أجمل قصر
ورغم كل هذا لم أنساه و على حبه الشوق أمطر
و جنيت على نفسي واعترفت له بحبي و تركته يقرر
وكان ذلك أروع يوم فبقبوله كدت أطر
ومرت معه ليا خفت أن تنتهي
رغم عذابي و رغم السهر
رغم حبي له الممرض و غيرتي لم أرد أن تعتكر
ولكنها انتهت لأنه سمع عني كلام البشر
وعدني أنه لن يتركني إذا خبرنا انتشر
ولكنه فسخ وعده عندما سمع ذاك الخبر
فارقني بلا ضمير وكأن قلبه حجر
و لم أستطع نسيانه فجبل الإرادة أمام عينيه ينكسر
وذلك لأنني كنت أهواه وكنت لها دائما أكرر
فانتظرت عودته بأمل فمن بحر حبه لا مفر
و عاد وطلب مني الصداقة و قبلت لأجله المرر
و لكن لا جدوى من حب فتى صغير لا يفهم ما يقرر
فتركته لأن بعده لي بدل الواحد ألف منتظر
ومحوته من قاموس حبي فلا جدوى من حب الأسمر
فأنا أحببت مظهره و لم أحب منه شيئا آخر
عقله صغير و ليزال يحتاج لأيام حتى ينفطر
فما شأني أنا بفتى عساه يلحقني إلى الخطر