صَبَاحُ الشَّهْدِ وَالسُّكَّرْ
صَبَاحُ الْحُبِّ ..
وَالْأَشْوَاقِ ..
وَالْأَلْمَاسِ وَالْمَرْمَرْ
صَبَاحٌ مُشْرِقٌ أَزْهَرْ
صَبَاحُ الشِّعْرِ يَاقَلَمِي
وَيَا أَلْحَانُ قَافِيَتِي
صَبَاحٌ مُزْهِرٌ أَخْضَرْ
أَنَا إِنْ جِئْتُ بِالنَّرْجِسْ
وَبِالنَّرْمِينِ وَالرَّيْحَانِ
وَالْسَّوْسَنْ ..
فَنَبْضُ الْقَلْبِ فِيْ أَعْطَرْ
فَذَاكَ الْقَلْبُ لَمْ يَهْدَأْ
وَلَمْ يَصْدَأْ ..
أَتَى بِمِدَادِهِ الْأَطْهَرْ
وَبِالشَّهْدِ الَّذِي يسْكِرْ
عَلَى أَحْبَابِهِ يَنْثُرْ
تَرَانِيْمَاً مِنَ الْأَلْحَانِ
وَالشِّعْرِ الَّذِي يَسْحِرْ
صَبَاحُ الشَّهْدِ يَابَلَدِي
وَيَا أَبَتِي ،
وَيَا وَلَدِي ،
إِلَيْكُمْ نَبْضِيَ الْأَبَدِي
أَنَا الْإِبْنُ الشَّدِيْدُ الْبَأْسِ
وِالْجَلَدِ ..
أَنَا النِّيْلُ الَّذِي يَمْتَدُّ
لِلْأَمَدِ ..
أَنَا الْأَشْجَارُ
وَالْأَغْصَانُ
وَالْأَوْرَاقُ
وَالْأَزْهَارُ أَنْثُرُهَا بِلَا عَدَدِ
أَنَا التَّارِيخَ أَرْسُمُهُ
بِطَمْي النِّيلِ وَالزَّبَدِ
وَيَرْسُمُنِي
شُرُوقُ الشَّمْسِ لِلْأَبَدِ
فَحَرْفي خَالِدٌ بَاقِي
بِلَا أَسْرٍ
بِلَا مَوْتٍ
بِلَا قَيْدِ
أَنَا وَالشِّعْرُ غَنَّيْنَا
عَلَى الْأَطْلَالِ لَمْ نَبْكِ
زَرَعْنَا الْحُبَّ أَشْجَارَاً
رَوَيْنَاهَا بِشَهْدِ الرُّوحِ وَالْمِسْكِ
فَفَاحَ الشِّعْرُ مِنْ فَمِهَا
تَرَاتِيْلَاً لِكُلِّ النَّاسِ عَنْ قَلْبِي
أَتَتْ تَحْكِي
تَغَنَّتْ مِثْلَمَا غَنَّتْ
خُيُوطُ الْفَجْرِ لِلْبَدْرِ
وَأَشْرَقَ ضَوْئُهَا الْأَنْوَرْ
عَلَى شِعْرِي ..
لِتَرْسُمَ بَسْمَةً تُزْهِرْ
تُدَنْدِنُ لِيْ أَغَارِيْدَاً
بِهَا أَسْكَرْ ..
وَتَنْشِدُ لِيْ
تُغَنِّيْ لِيْ
صَبَاحَ الشَّهْدِ والسُّكَّرْ