مشيت بخطى متثاقلة...جلست في المحطة بانتظار قطار الحياة.
...اتخذت لنفسي كرسيا بين المنتظرين..تأملت لبرهة في وجوه المحيطين..وجوه عابسة..وجوه ضاحكة..حقائب كثيرة...سألت نفسي ماذا عساهم يحملون ...كنت اسمع مرات ضحكات اللقاء عند ابواب القطارات الواصلة..و احيانا اسمع شهقات الفراق بعد انطلاق صافرات القطارات المغادرة..هي ذي سنة المحطات
لقاءات و وداعات.
..اناس كثيرة كل منهم يحمل هموما و طموحات كثيرة..هناك من حقائبه لم تسعه و هناك من حقائبه شبه فارغة...
بعد انتظار لا ادري ان كان طويلا او قصيرا اذ حين وصول القطار يلغى وقت الانتظار...صعدت الى القطار ..هناك من اتخذ لنفسه مقعدا عند النافذة ليتمتع بمناظر الطبيعة و هناك من فضل الجلوس في الاماكن المعتمة ..هناك من كان يتكلم بصخب فقط كي يُلاحظ..و هناك من ظل ساكتا طوال الرحلة.. هناك من كان طيبا مفيدا و هناك من كان مزعجا و شريرا....
...عند كل محطة..ينزل اشخاص كنا الفناهم و احببناهم نشعر انهم اخذوا بعضا منا معهم...و يصعد اشخاص يجلسون بقربنا..نشعر في البدء انهم غرباء و مع تقدم القطار يأخذون مقاعد في قلوبنا مثلما اخذوا مقاعد بجانبنا...هناك من ظل ينظر خلفه و يتحسر على المحطات السابقة و اهدر بهذا فرصة الاستمتاع بالمحطات الجديدة...و هناك من اراد ان يسبق القطار و رمى بنفسه الى الهلاك...
جلست افكر بنفسي ’بكل هؤلاء و بغيرهم من المسافرين...كم ترى من الناس يحملون في حقائبهم امتعة تنفعهم في المحطة الاخيرة...
اذ مهما طالت الرحلة فلها نهاية و محطة اخيرة...الى من يقرأ كلماتي البسيطة..توقف للحظة..اعلم انك حتى و ان توقفت عند محطة ما لا بد لك من ان تركب القطار من جديد...مهما فارقت اشخاصا و مهما خلفوا فيك لا تمحي لهم اجمل ذكرى عنهم لديك...لا توقف حياتك عند عطب..و لا تحمل حقائبك الا بما ينفع...تذكر انك ستترك اي شخص تقابله فاحرص ان تبقي فيه اجمل ذكرى.....