أشكال البراكين:
1-براكين الحطام الصخري:
يختلف شكل المخروط البركاني باختلاف المواد التي يتركب منها . فإذا كان
المخروط يتركب كلية من الحطام الصخري ، فإننا نجده مرتفعا شديد الانحدار
بالنسبة للمساحة التي تشغلها قاعدته . وهنا نجد درجة الانحدار تبلغ 30
درجة وقد تصل أحيانا إلى 40 درجة مئوية وتنشأ هذه الأشكال عادة نتيجة
لانفجارات بركانية . وتتمثل في جزر إندونيسيا.2-
البراكين الهضبية:
وتنشأ نتيجة لخروج اللافا وتراكمها حول فوهة رئيسية ولهذا تبدو قليلة
الارتفاع بالنسبة للمساحة الكبيرة التي تشغلها قواعدها . وتبدو قممها أشبه
بهضاب محدبة تحدبا هينا ومن هنا جاءت تسميتها بالبراكين الهضبية وقد نشأت
هذه المخاريط من تدفق مصهورات اللافا الشديدة الحرارة والعظيمة السيولة
والتي انتشرت فوق مساحات واسعة وتتمثل هذه البراكين الهضبية أحسن تمثيل في
براكين جزر هاواي كبركان مونالوا الذي يبلغ ارتفاعه 4100 م وهو يبدو أشبه
بقبة فسيحة تنحدر انحداراً سهلاً هينا.
3- البراكين الطباقية:
البراكين الطباقية نوع شائع الوجود ، وهي في شكلها وسط النمطين السابقين
وتتركب مخروطاتها من مواد الحطام الصخري ومن تدفقات اللافا التي يخرجها
البركان حين يهدأ ثورانه.
وتكون اللوافظ التي تخرج من البركان أثناء الانفجارات المتتابعة طبقات
بعضها فوق بعض ، ويتألف قسم منها من مواد خشنة وقسم آخر من مواد دقيقة ،
وبين هذا وذاك تتداخل اللافا في هيئة أشرطة قليلة السمك. ومن هذا ينشأ نوع
من الطباقية في تركيب المخروط ويمثل هذا الشكل بركان مايون أكثر براكين
جزر الفليبين نشاطا في الوقت الحاضر.
التوزيع الجغرافي للبراكين:
تنتشر البراكين فوق نطاقات طويلة على سطح الأرض أظهرها:
1- النطاق الذي يحيط بسواحل المحيط الهادي والذي يعرف أحيانا بحلقة النار,
فهو يمتد على السواحل الشرقية من ذلك المحيط فوق مرتفعات الأنديز إلى
أمريكا الوسطى والمكسيك، وفوق مرتفعات غربي أمريكا الشمالية إلى جزر
الوشيان ومنها إلى سواحل شرق قارة آسيا إلى جزر اليابان والفليبين ثم إلى
جزر إندونيسيا ونيوزيلندا.
2- يوجد الكثير من البراكين في المحيط الهادي نفسه
وبعضها ضخم عظيم نشأ في قاعه وظهر شامخا فوق مستوى مياهه. ومنها براكين
جزر هاواي التي ترتكز قواعدها في المحيط على عمق نحو 5000م ، وترتفع فوق
سطح مياهه أكثر من 4000 م وبذلك يصل ارتفاعها الكلي من قاع المحيط إلى
قممها نحو 9000 م
3- جنوب أوربا المطل على البحر المتوسط والجزر المتاخمة له . وأشهر
البراكين النشطة هنا فيزوف قرب نابولي بإيطاليا، وأتنا بجزر صقلية وأسترو
مبولي (منارة البحر المتوسط) في جزر ليباري.
4- مرتفعات غربي آسيا وأشهر براكينها أرارات واليوزنز .
5- النطاق الشرقي من أفريقيا وأشهر براكينه كلمنجارو.
آثار البراكين :
1- في تشكيل سطح الأرض :
نستطيع مما سلف أن نتبين آثار البراكين في تشكيل سطح الكرة الأرضية فهي
تنشأ الجبال الشامخة والهضاب الفسيحة . وحين تخمد تنشأ في تجاويف فوهاتها
البحيرات في الجهات المطيرة.2- في النشاط البشري:
من الغريب أن الإنسان لم يعزف السكنى بجوار البراكين حتى يكون بمأمن من
أخطارها ، إذ نجده يقطن بالقرب منها ، بل وعلى منحدراتها أيضا. فبركان
فيزوف تحيط به القرى والمدن وتغطيه حدائق الفاكهة وبساتين الكروم وجميعها
تنتشر على جوانبه حتى قرب قمته. وتقوم الزراعة أيضا على منحدرات بركان
(أثنا) في جزيرة صقلية حتى ارتفاع 1200 م في تربة خصيبة تتكون من البازلت
الأسود الذي تدفق فوق المنطقة أثناء العصور التاريخية.
وهذه البراكين لا ترحم إذ تثور من وقت خر فتدمر قرية أو أخرى ويمكن للسائر
على طول الطريق الرئيسي فوق السفوح السفلى من بركان أثنا وعند نهاية
تدفقات اللافا المتدفقة وهي شواهد أبدية تشير إلى الخطر الدائم المحدق
بالمنطقة.
وتشتهر جزيرة جاوه ببراكينها الثائرة النشطة وبراكينها تفوق في الواقع كل
براكين العالم في كمية الطفوح واللوافظ التي انبثقت منها منذ عام 1500 م
ومع هذا نجد الجزيرة تغص بالسكان ، فهي أكثف جهات العالم الزراعية سكانا
بالنسبة لمساحتها ويسكنها نحو 75 مليون شخص ويرجع ذلك كما أسلفنا إلى
خصوبة التربة البركانية، وقد أنشئت بها مصلحة للبراكين وظيفتها التنبؤ
بحدوث الانفجارات البركانية وتحذير السكان قبل ثورانات البراكين مما يقلل
من أخطار وقوعها