أيها الرجل
العذاب الحقيقي هو أن أعلم انك نصفي الآخر
الذي لا أعيش إلا به ..
وان تعلم أني نصفك الآخر الذي لا تكتمل إلا به
ثم نفترق ويمضي كل منا في طريقه .."
قد تتكرر حالات الحب في حياة المرأة وقد تحب أكثر من رجل
وقد تحلم بأكثر من رجل ولكن ..
بالرغم من صدقها في كل الحالات ..
يبقى هناك رجل واحد يختبىء في الأعماق
وتتمسك به ذاكرة القلب
بشدة وذلك هو الرجل الوطن
الرجل الوطن هو نقطة الضعف في حياة المرأة
فهو يسري سريان الدم في الجسد
ولا ينال الزمن من عرشه في القلب
ولا يتذوقه النسيان أبدا ..
وتبوء كل محاولات نسيانه بالفشل
فهوى رجل لا يموت في الذاكرة أبدا ..
الرجل الوطن هو ذالك الإحسان الصادق الذي تضخمنا
به ذات يوم وذلك الحلم الجميل الذي أدخلنا
في حالة من النشوة والفرح
وهو حكاية العمر التي عشنا تفاصيلها
بكل جوارحنا والتي احتسينا مرارتها حين انتهت
وعانينا ما عانينا ....
حين تفقد المرأة الرجل الوطن تدخل في
حالة من الذهول والضيع والألم وحالة
من الغربة الداخلية ..
لا يدرك عمقها إلا هي ..
في حين يرحل الرجل الوطن تبقى الفراغات خلفه
باتساع مخيف لا يلمؤه كل رجال الأرض ..
وقد تتخبط المرأة كالمذبوحة في محاولا فاشلة
لملء ذلك الفراغ ..
فتعيش أكثر من حكاية حب ..
لكنها تعود إلى نفسها بعد كل محاولة فاشلة
فتتذكر وتبكي خلفه بكاء الأطفال ..
وللرجل الوطن فقط تشد المرأة رحال رحيلها
في لحظات الحنين ولحظات اليأس ولحظات الانكسار
لأنه يمثل إليها ذلك الوطن
الذي غادرته مرغمة
لكن أشواقها تأخذه دائما إليه
ولإحساسها الصادق بأنه وطن فان إبتعادها عنه
تحت أي ظرف من الظروف
يدخلها في حالة من العزلة والانطواء والشعور بالانفصال
عن كل شي محيطة به ..
وتبقى في حالة بحث دائم عنه لأن في أعماقها شيئا ما
يناديها بانكسار ..
ومع مرور الوقت يستسلم معضمنا للوقت فنفتح صناديق الذاكرة
ونخبأ فيها كل الأحاسيس الجميلة ..
التي تربطنا بالرجل الوطن ..
وننغمس في تفاصيل الحياة ..
ومارس أدوارنا بشكل طبيعي ..
ونتناسى وقد ننجح يوما فننسى ..
لكن ومضة ما في سماء الذاكرة
تضيء لنا المكان والزمان
والأشياء وتعيدنا إلى النقطة ذاتها ..
ونهاية من هو
الرجل الوطن
هو نقطة الضعف القوية في حياة المرأة
ومدينة الحب الصادق التي نطرق أبوابها
في لحظات ضعفنا الإنساني وبعد ان يدركنا المساء
ليقف كل منا أمام المرآة وليسال نفسه بصدق
ترى .. من هي المرأة الوطن في حياته ..؟؟!!
ومن هو الرجل الوطن في حياتها ..؟؟!!
وأتمنى أن لا تدخلوا في حالة من الحزن والألم
إذا اكتشفتم ان الذي يشاطركم نصف الحياة ليس نصفكم الآخر
وان الشخص أو الإنسان الذي رحل أو تركتموه هو نصفكم الآخر