القدس اين حبيبها

زائر

القدس.. أين حبيبها؟

للشاعر محمود عمر

ياقدس....
كثر المتاجرون باسمك، وتعددت أسماؤهم وألوانهم؛ هذا اشتراكي، وذاك بعثي، وهذا أمريكي، وذاك مسلم على الطريقة الأمريكية، وكلهم يغني باسمك ويدّعي رفع راية تحريرك....

ولكن، كلهم ياقدس دجالون يمثلون دور النائحة المستأجرة ولا تجد فيهم ثكلى واحدة...

فهم لا يعرفون القدس إلا تراباً وحجارة وزيتونا، تُطرب آذانهم أخبارُ الحفر والتخريب التي يمارسها اليهود في المسجد الأقصى ليقوضوه... جسومهم في أرضنا لكن عقولهم حيث تهوى أنفسهم وتميل قلوبهم.

والمسجد الأقصى بالنسبة لنا معشر المسلمين رمزُ عزتنا وحافز همتنا ومهوى أفئدتنا وعنوان سؤددنا، والمسجد الأقصى نعرفه ويعرفنا..

فالقدس تأبى إلاّ أن تُحرر على أيدٍ طاهرة مؤمنة،وإنها لأعزُّ وأسمى من أن تُفتح على أيدٍ ملطخةٍ بدماء الأبرياء، وإنها لأرفع وأجل من أن تستقبل وجوهاً بالخزي والهزيمة والسواد.

إن القدس التي فتحها عمر بن الخطاب وحررها صلاح الدين لا يحررها إلا أمثالهما...

يا قُدْس أعرف أنّه
إنْ قلتُ بعضَ حقيقةٍ
قُطِعَ اللّسانْ
ولقدْ عَرَفْتُ مصيرَ منْ قَدْ شَذَّ عنْ قَانونِ
(ممنوع الكلام)
فسيُلْحِقُونَ بِجُرْمِهِ المزعومِ مِليونَ اتّهامْ
سيَصيرُ من باعَ القضيّةْ
ويَصيرُ دفتر شعره المسكينُ
مثلَ البندقية
وسيُسجنُ القلمُ الذي ذرفَ الدموعَ
قصائداً ناريةْ
لكنني وبرغم حجم قناعتي
سأقولُ بعضَ قصيدةٍ ثكلى
فلي في القدس ألفُ وألفُ قلبْ
والقدسُ منذ طفولتي
كانتْ مُنايَ وقبْلَتي
وأحبها مليونَ حُبْ

القدسُ... أينَ حبيبُها؟!
القدسُ... أين حبيبُها؟!

أدعو الذين يجعجعونَ بحُبها
ويرددونَ بأنهمْ أبناؤُها
أن يخلعوا ثوبَ الحدادِ الأغبرا
أن يُلبسوها ثوب عرس أحمرا
أن يمنحوها العز والشرفَ الذي
كانت تعيش

أن يقلعوا منها شُجيرات الحشيشْ
لتظلَّ ترفعُ هامها نحوَ السَّماءْ
وتظلَّ تفترشُ العُلا والكبرياءْ
وتنامُ في كنفِ المحبِّ الظامئ الحبَّ الحلالْ
لكنها دَعْوى ضَلالٍ في ضلالْ
إن المحبَّ إذا أحبَّ فإنه
لا يعتريه سوى شعورٍ بالوصول إلى الحبيبْ
لا همَّ يشْغَلُ بالَه إلّا الوصولُ الى الحبيبْ
حتى وإنْ حَمَلَ المتاعبَ والهمُومْ
وتَجَشَّمَ السفرَ الطويلَ
وأُسقىَ الدَّمَ والسُّمومْ

وعروسُنا...!!

هذي العروسُ قريبةٌ

هيَ خطوةٌ...!!

فلتسرعُوا إن شئتمُ

هيَ في انتظارْ

تجثُو على جَمرٍ ونارْ

لكنكمْ لن تسرعوا، لن تُبطئوا

لن تبطِئوا لن تُسرعوا

سيسير غيركمُ لها

وسينقذون عروسهم

بكرٌ هيَ

لكنها تصلى بنارٍ حامية

يقفُ الزناة بابها

ويحاولون برغم عفة نفسها

ورباطة الجأش التي تحيا بها

وصلابة الباب المصفّد حولَها

أن يكسروا طوقَ الحديد

لكنه طوقٌ عنيدْ

فالقدس لا لنْ تُستذلَّ

ولنْ تَهينْ

ستظلُّ شامخةً – كما كانت –

على مرِّ السنيْن

هيَ حرةٌ...

هي حرةٌ وجميعُ أقطار العروبة في احتلالٍ

- من زمان –

هي حرةٌ وعدوُّها نذلٌ جَبانْ

هي حرةٌ رغمَ احتلالِ الغاصبينَ فهُمُ يَهودْ

لكنَّ بلدانَ العروبة كلها

دنيا قيودٍ في قيودْ

من فَوقنا...

من تحتنا...

ويميننا...

وشمالنا...

نغشى الحواجزَ والقيودْ

•••

القدسُ تعرفُ من همُ أبناؤها

والقدسُ تعرفُ أينَ يرسو حُبها

أبناؤها أحفادُ عزةِ خالدٍ وأبي عبيدة

أبناؤها منْ قد أبادَ الخوفَ عنده

أبناؤها الجيلُ الذي حملَ السلاح

يريدُ ربَّهْ

فأضاءَ نورُ اللهِ في الميدانِ قلبهْ

فامتدَّ حتى صارَ عملاقاً قوياً

يجتاح موجَ الليلِ يرقبُ فجرهُ

الحرَّ السنيا

ماضٍ يزفُّ القدسَ في عرسٍ صلاحُ الدّين يشهدُهُ

تغصُّ عُيونه فرحاً لفرحتِنا

ونغبطه ويغبطنا

نمدُّ لكفِّه يَدَنا

فعهداً يا صلاحَ الدين لنْ ننسى

سيوفَ الحربِ والتُّرسا

سسنسفُ حشدَهُم نسفا

ونورثُ من بغى فينا

لهيبَ الموتِ والخسفَا

فأنتَ صلاحَنا القدوة

وأنتَ النارُ والجذوَةْ

وهُمْ من باع للكفرِ

لُباب الفكر والنظرِ

فراحَ يفتش الدنيا

عن اسم كان يحملهُ

وعنوانٍ لمنزِلِه

ولا يدري

لمنْ يعملْ؟!

ولا يدري

لماذا يحملُ الشاكوشَ والمنجَلْ؟!

ولكنّا عرَفنا الدربَ يا وَطَني

كتاب الله والسيفَا

بهِ سنُحَررُ الأقصى

وإن شاؤوا

وإن غضبوا

بهِ سنُحَررُ الأقصى

بهِ سنُحَررُ الأقصى

زائر

ماشاء الله كلمات ولاأروع وتعبير عن الواقع بكل صراحه

جوزيت خيرا على النقل الممتاز

زائر

بارك الله فيك الموضوع في غاية القمة

زائر

» تختبر ادب حبيبها
» القدس..--//**
» القدس
» رسالة الى المسلمين ---القدس-