سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله :
السائل :
ما توجيهكم حول استغلال الوقت وحفظه من الضياع ؟
فأجاب قائلاً :
ينبغي لطالب العلم أن يحفظ وقته من الضياع ، وضياع الوقت يكون على وجوه :
الوجه الأول : أن يدع المذاكرة ومراجعة ما قرأ .
الوجه الثاني : أن يجلس إلى أصدقائه ويتحدث بحديث لغو ليس فيه فائدة .
الوجه الثالث : وهو أضرها على طالب العلم ألا يكون له هم إلا تتبع أقوال الناس و ما قيل و ما قال ، و ما حصل و ما يحصل في أمر ليس معنياً به ، و هذا لا شك أنه من ضعف الإسلام لأن النبي عليه الصلاة و السلام قال :- (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )) ، و الاشتغال بالقيل و القال و كثرة السؤال مضيعة للوقت ، و هو في الحقيقة مرض إذا دب في الإنسان -نسأل الله العافية – و صار أكبر همه و ربما يعادي من لا يستحق العداء ، أو يوالي من لا يستحق الولاء ، من اجل اهتمامه بهذه الأمور التي تشغل عن طلب العلم بحجة أن هذا من باب الانتصار للحق و ليس كذلك بل هذا من إشغال النفس بما لا يعني الإنسان ، أما إذا جاءك الخبر بدون أن تتلقفه و بدون أن تتطلبه فكل إنسان يتلقى الأخبار ، لكن لا ينشغل بها و لا تكون أكبر همه ، لأن هذا يشغل طالب العلم ، و يفسد عليه أمره ، و يفتح في الأمة باب الحزبية ، فتتفرق الأمة .))
من كتاب العلم ، صفحة 149 ، السؤال رقم 92 ، طبعة دار المنهاج .
منقول