عنتر يحيى: “صوّرتـم لنا بن شيخة بصورة مبالـغ فيهـا لكننا اكتشفنــا مدربا رائعا”
يكشف صخرة الدفاع يحيى عنتر أن اللقاء الأول الذي جمعه ورفاقه بالمدرب الجديد عبد الحق بن شيخة، جعلهم يكتشفون مدربا رائعا، يجيد لغة الخطاب والحوار،
بل وطيب وخلوق، ما جعلهم حسبه يتفاءلون بالنجاح معه، ليضيف أن الصورة التي خرج ورفاقه بها حتى الآن، عكس تلك الصورة التي أعطيت لهم من قبل بعض وسائل الإعلام عن مدرب متشدد وصارم كان بالأمس القريب فقط يدعى “الجنرال”.
عنتر، كيف هي الأجواء داخل المجموعة قبيل أيام قليلة عن المباراة الهامة التي تنتظركم في “بانغي” أمام إفريقيا الوسطى؟
الأجواء رائعة، فنحن نحضّر بجدية خلال هذه الأيام القليلة التي بحوزتنا للقاء سيكون منعرجا حاسما فيما تبقى من مشوار، وشخصيا وقفت على نفس الأجواء الرائعة التي كانت تميز تربصاتنا وتحضيراتنا في السابق، ما يؤكد حقا أن المجموعة محافظة على روحها، ويؤكد أيضا سعادة الجميع بالالتقاء مجدّدا في كل مرة يتعلّق الأمر بتمثيل الألوان الوطنية.
أكيد أنك الأسعد بما أنك عدت من جديد إلى المنتخب، بعد غيابك عن لقاء تنزانيا بسبب العقوبة..
بطبيعة الحال أنا سعيد جدّا. في تلك المباراة حرمتني العقوبة من اللعب، لكني هذه المرة عدت من جديد للعب مع مجموعة أعدّ فردا من أفرادها منذ فترة، وصرت لا أطيق فراقها لمّا نكون على موعد هام من المواعيد، وأنا جاهز لكي أقدم ما هو مطلوب مني.
وهل ترى أن التشكيلة على أتم الإستعداد للمباراة التي تنتظرها في “بانغي”؟
حصل فإننا محضّرون جيدًا مع أنديتنا ومطالبون بأن نكون على أتم الإستعداد ومجبرون على العودة بالزاد كاملا من هناك، حتى نواصل المشوار بثبات إلى غاية ضمان الوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا 2012.
تبدو متفائلا رغم غياب العديد من العناصر الأساسية، في صورة مطمور، زياني وڤديورة، فما سبب كل هذا التفاؤل؟
أقرّ وأعترف بأن غياب أي ركيزة في مثل هذه المباريات الهامة مؤثر للغاية، لكننا في المنتخب نضم مجموعة من اللاعبين الكبار، ومن الذين اكتسبوا خبرة كافية في السنوات الأخيرة، تسمح لهم بالتعامل مع مثل هذه المباريات. لذلك أنا متفائل جدّا بأن العناصر التي ستعوّض العناصر الغائبة ستكون لها كلمتها في المباراة، وستستغل فرصتها أحسن استغلال.
وماذا عن المدرب الجديد عبد الحق بن شيخة، كيف وجدتموه، وكيف يجري التعامل معه؟
(ينزعج بعض الشيء من السؤال ويجيب بعدها مازحا)، الكلّ يطرح هذا السؤال، ولذلك إجابتي هي أننا نتواجد في ثكنة، ننهض معه على الساعة السادسة صباحا، نتناول فطور الصباح سويا، وتجدنا كالجنود مع قائدنا على أتم الإستعداد... (يضحك بعدها). أنا أمزح... يا أخي لقد منحتموه صورة خاطئة في الحقيقة، وتحدثتم عنه بأشياء لم نرها أصلا منذ إلتقائنا به، أشياء مبالغ فيها بعض الشيء في الحقيقة، كفانا من هذا الكلام عن مدرب اكتشفنا بأنه رائع ويجيد مهامه ويجيد لغة الحوار وغير ذلك من تعامل لائق وإنساني معنا.
هل شعرتم بالتغيير مقارنة بعهدة المدرب السابق سعدان؟
إلتقيناه وتحدثنا معه ووجدناه مدربا كفؤا، يجيد الخطاب، يحب عمله، رسائله مفهومة من طرف الجميع، كلامه مؤثر ومباشر في آن واحد، ولا داعي لكي نلصق به تهما لا أساس لها من الصحة.
إذن إكتشفتم مدربا طيبا معكم، وذلك عكس ما أشيع عنه بأنه متشدد بعض الشيء؟
بطبيعة الحال هو طيب ومتخلّق، إنه في نهاية المطاف بشر، أما عن طريقة تعامله لفرض الإنضباط داخل المجموعة، فهذا واجبه وفي آن واحد هو أمر إجباري علينا نحن اللاعبين أن نتحلى به جميعا.
تتمنون من دون شك أن تحسّنوا نتائجكم معه؟
نتمنى ذلك، نحن مدينون له بتسهيل مهمته حتى يتسنى له التحكم في المجموعة والقيام بعمله على أكمل وجه، وأتمنى أن تتحسن النتائج معه بعد تراجعنا بعض الشيء في الفترة الأخيرة، وثق أن الكرة في مرمانا أيضا نحن اللاعبين لأن تحسين النتائج ليست مهمة المدرب لوحده، بل هي مهمتنا نحن اللاعبين أيضا، وفي نهاية المطاف فنجاحاته هي نجاحاتنا ونجاحات منتخبنا الوطني.
هل تعرفون أشياء كثيرة عن منتخب إفريقيا الوسطى، أم أنه منافس مجهول بالنسبة لكم؟
لا نعرف عنه سوى أنه منتخب صمد في المغرب، وفرض التعادل على منتخب قوي ينافس على ورقة الوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا، وهي معلومة كافية تجعلنا نتوخى الحذر والحيطة منه، حتى نتفادى مفاجأة غير سارة في “بانغي”، وتجعلنا نأخذ الأمور بمأخذ الجدّ حتى نعود بالنتيجة التي نصبوا إلى تحقيقها.
وهل من كلمة حول الوافد الجديد جابو الذي لا ندري إن كنت تعرفه أم لا؟
أعرفه لأننا نتابع أحيانا ما يحدث في البطولة المحلية، ما أعرفه أنه لاعب جيّد لم يتم استقدامه للمنتخب هكذا دون أن يستحق ذلك، هو معنا اليوم ومطالب بالتأكيد على أنه جدير بحمل الألوان الوطنية وسيلقى منا كسائر اللاعبين الجدد الذين كانوا ينضمون من حين لآخر كل المساعدة حتى يندمج، وأعتقد أن فرصة جابو وآخرين ممن لم يحصلوا على فرصهم بالشكل الكافي سابقا مواتية في ظل الغيابات، كي يكشفوا عن إمكاناتهم الحقيقية وكي يقدموا الإضافة اللازمة المرجوة منهم.
وفي الأخير هل ترى أن المنتخب سيكون قادرا على العودة بالفوز من بانغي؟
علينا أن نتفاءل خيرا، نملك مجموعة جيدة، متماسكة، قوتها تكمن في روحها القوية والكبيرة، وبتضافر الجهود وبالإرادة التي تحلينا بها في مختلف خرجاتنا السابقة، سيكون بوسعنا أن نعود بالزاد كاملا إن شاء الله.
