. المنافقون والظالمون ..

[size=12]
[size=21]بسم الله الرحمن الرحيم ..
اللهم صل على محمد وآل
محمد وعجل فرجهم وأهلك أعداءهم ..

[b].. المنافقون والظالمون ..

قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا قوا
أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ) " التحريم 6"

تحدثنا
عن طوابق النار وأبوابها وذكرنا أسماء هذه الأبواب وتطرقنا لأسفل الطوابق وهو جهنم
.
وذكرنا أن من يدخل الدرك الأسفل ثلاث فئات : الكافرون , المنافقون , الظالمون
.

المنافقون :
يقول تعالى ( إِنَّ
الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ
نَصِيرًا ) "النساء145"
النفاق هو إظهار خلاف الباطن وله ثلاث مراتب كل مرتبة
أشد من الثانية على حسبها يكون العذاب أشد .

المرتبة
الأولى : النفاق في أصل الإيمان والتوحيد .

هذه الفئة تظهر الإسلام
وتبطن الكفر للإستفاده من مزايا الإسلام والتعايش مع المسلمين .
بعد الهجرة قويت
شوكة الإسلام واجتمعت فئات المشركون واليهود والمنافقون للضرب من شخصية الرسول (ص)
.
المشرك واليهودي لا يستطيع ضرب المجتمع بسهولة لأن المجتمع حين يعرف اليهودي
والمنافق يتخذ الحذر منهم .
من يستطيع ضرب الإسلام والمسلمين هو المنافق وهم
أكثر من ضرب الإسلام .
هذه الفئة من المنافقين لا تستطيع ضرب المجتمع الإسلامي
إلا باستغلال فئة من المسلمين هم ضعفاء الإيمان , يؤثرّون عليها بإثارة الشبهات
والشكوك في المجتمع الإسلامي والرسول (ص) , الفئة ضعيفة الإيمان بسبب هذا الضعف
يستطيع المنافق استغلالهم واستقطابهم .
يقول تعالى (وَإِذَا
لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى
شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ )
"البقرة 14"
هذه أشد مراتب النفاق , الخلود في جهنم .

المرتبة الثانية : النفاق مع الله ( في مستلزمات الإيمان )
.
لكل عقيدة لوازم وعلامة يُعرف بها الإنسان . كذلك الإيمان بوجود الله
ووجود يوم القيامة والحساب والنار , لا بد لهذه العقيدة من لوازم تظهر على سلوكي ,
وإلا ما فائدة هذا الإيمان .
يكون الإنسان منافق بأن يقول أنا مؤمن بالله وأخاف
النار , ولكن لا تلاحظ على سلوكه آثار الإيمان ( هنا تناقض بين اللسان والقلب )
.
أحد العلماء يقول : لو سُؤِلنا أنت تخاف الله ؟
إذا قلنا نعم فقد كذبنا (
لأن علامة الخوف الابتعاد عن كل ما يغضب الله ) , وإن قلنا لا فقد كفرنا .
مسألة
أخرى من النفاق أن الإنسان يدّعي مقامات غير موجودة عنده .
مثلا : يقول الحمد لله أنا أتوكل على الله , وهو لا يعرف معنى
التوكل .
أو يقول أنا زاهد وقلبه مملوء بحب الدنيا .
أو يقول أنا صابر وبمجرد
أن يبتلي يجزع بل ويضع لله مورد الاستفهام ويقول : لماذا ياربي أنا ابتليتني
؟
هذه المرتبة لو يخرج الإنسان مع الإيمان يعذّب فترة في الطابق السفلي ثم يخرج
.

المرتبة الثالثة : النفاق مع الله في العبادات

النفاق في العبادة يعني الرياء , الشرك . كجعل جزء من النية لغير الله ,
الله لا يقبل شريك في النية , فإذا كانت العبادة واجبة تبطلها وإذا كانت مستحبة لا
أجر عليها .
إظهار العبادات الصالحة ولا يُراد منها وجه الله بل لهدف آخر هو كسب
قلوب الآخرين.
هذه المرتبة عادة يبتلي بها الناس الذين يودون التقرب للآخرين
.
ينقل أحد المؤمنين يقول : كنت أصلي 40 عام في الصف الأول , و ذات مرة انشغلت
ولم أستطع الحضور مبكرا فوصلت للرديف الثالث أو الرابع فشعرت بحرج من المصلين , صرت
أهتم برأي الناس فعرفت أن صلاة 40 عام لم تكن لله . فأعاد قضاء صلاة 40 عام
.
هكذا المؤمن يدقّق في نيته ويشدّد في الإخلاص ويراقب أفكاره وأحاسيسه .
لو
ينفق الإنسان أموال الكون لا يستطيع كسب قلب واحد من البشر , فالله يحول بين المرء
وقلبه , القلوب بيد الله .
من أصلح بينه وبين الله , أصلح الله بينه وبين الخلق
.

المرتبة الرابعة : النفاق مع الناس
يمدحك
من الأمام , ويطعنك ويذمّك في الخلف .
من الأسباب التي تدفعك لذلك هو أن الشخص
تكون لديه مصالح , قد تكون شخصية عندها نفوذ اجتماعي أو وجاهة أو مال . فتكون
المصالح هي الهدف .
أحيانا لا توجد أهداف , ولكن لديه ضعف في الشخصية ولكي يكسب
حب الجميع يعتقد إذا مدحهم سيكسب الحب من الآخرين , فيحاول السكوت عن الخطأ فلا
يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر فلا ينجح لأن كل شيء ينكشف .
الإنسان لابد أن
يكون صادقا جدا في مشاعره مع المؤمنين .

علامات النفاق
:
يقول الإمام الصادق (ع) : ( أربعة من علامات النفاق
: قساوة القلب , جمود العين , الإصرار على الذنب , الحرص على الدنيا )
.
في الحديث (بئس العبد عبد يكون ذا وجهين و ذا لسانين يطري
أخاه شاهدا و يأكله غائبا إن أعطي حسده و إن ابتلي خذله )
الرسول (ص)
يقول ( ثلاث من كن فيه كان منافقا و ان صام و صلى : من اذا ائتمن
خان , و اذا حدث كذب , و اذا وعد أخلف ) .
عقاب المنافق
:
دخول جهنم وهم في ظلمة شديدة ( يَوْمَ يَقُولُ
الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن
نُّورِكُمْ ) "الحديد13"
رواية للرسول الأكرم (ص) : ( يجيء يوم القيامة ذو الوجهين دالعا لسانه في قفاه و آخر من قدامه
يتلهبان نارا حتى يلتهبان جسده ) .

الظالمون

الظلم هو الاعتداء على الآخرين.
اعتداء مادي :
كالضرب أو السرقة أو الرشوة.
اعتداء معنوي : على
الأعراض وشرفهم وأسرارهم وكرامتهم وشخصياتهم .
حين تستغيب مؤمن فقد اعتديت عليه
وهو ظلم .
يقول لقمان الحكيم لابنه : إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة
الله عليك .

عقاب الظلم :
يقول رسول الله (ص) :
(اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة ) .
للظالمين
عذاب شديد في سرادق من نار يضجون من العطش , يُقدّم لهم المهل الذي حين يُقرّب لهم
يشوي وجوههم , يصبحون حطب جهنم .
قال الله تعالى : ( إِنَّا
أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن
يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ )
"الكهف29"
أمير المؤمنين (ع) يوصي شيعته: ( يا معشر شيعتنا
اتقوا الله واحذروا أن تكونوا لتلك النار حطباً ) .
هناك ظالم ومظلوم
وشريك الظالم .
تحدثنا عن الظالم , نتحدّث عن شريك
الظالم :
الساكت عن الظلم لا يكون عنده موقف تجاه الظالم أو المظلوم
.
واجبنا (تكليفنا الشرعي) تجاه الظالم نصيحته , وإن لم تنفع النصيحة عدم
المساعدة وعدم الرضا والسكوت , لابد أن أتكلّم .. هذا ظالم .
المجتمع لو يكن
عنده موقف أمام الظالم لن يتجرأ الظالمين . لهذا العذاب للظالم يكون شريك له الساكت
عن الظلم .
يقول رسول الله (ص) : (من أعان ظالماً على ظلمه
جاء يوم القيامة على جبهته مكتوب آيس من رحمة الله ) .
و يقول الصادق (ع)
: ( العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء في العذاب يوم
القيامة ) .

واجبنا تجاه المظلوم
:
المظلوم على نوعين :
1- مظلوم لا يشتكي ولا يطلب النصرة ,
لكن لو علِمنا به وجب علينا شرعا الدفاع عنه .
يقول الإمام الصادق (ع) : ( ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلا خذله الله في
الآخرة ) .
2- مظلوم يشتكي ويطلب النصرة , هنا يشتد وجوب النصرة .
في
الحديث ( من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيرا به في بعض أحواله
فلم يجره بعد أن يقدر عليه فقد قطع ولاية الله ) .

نسألكم خالص
الدعاء ولكم مثله [/b][/size][/size]

الكتابة صغيرة جدا[/url]

اسف

زائر

شكرا لك على الموضوع حسام